حسن العاني، وطن غريب في جوقة اوطان، ومبصر بين عميان، منعه القائد الضريبة من الكتابة حين كانت الكتابة إنتهاكاً لعِرْض الحكومة، ويشهد جواد الحطاب وغيره ان حسن العاني أكبر منتهك لحكومة العرض واحد!، على الرغم من أن الفياغرا لم تكن اكتشفت على عهده، الرجل الذي ينام قرب قلمه، ويعيش على قلمه، لهذا فمن الطبيعي أن يظل مفلساً حتى فقدانه 70 بالمائة من نظر إحدى عينيه التي لم تؤمّن الحكومات العراقية عليها مثلما سارعت على تأمين الرعاية للكثير من النواب الذين أتعبهم الجلوس على بواسيرهم المعطوبة، أقسى مايلاقيه المبدع في اوروبا حين يفاضل الناس بين مؤخرة جنيفر لوبيز ولحية دافنشي،وأتفه مايلاقيه المبدع العربي والعراقي على الاخص حين يخسر رهان عينيه أمام بواسير مسؤول ما!. عين حسن العاني مانع كتابي لاعلاقة له بموانع الحمل المتعددة، لكنها عين واحدة يبصر فيها بياض الورقة ليسطّر عليها حبره المتساقط من أصابعه، لم يكن سوى مع نفسه الوحيدة، هذا الجيل الكامل من الرفض،اللامبالي بما حوله ... لأجل من حوله، حامل العلاكَة التي تطعم أهل بيته بعض ثمار قلمه، هذا الرجل الذي ربما عثر على طفولته بعد ان عبر الأربعين من عمر النبوة، مثل كل العراقيين لايعرفون طفولتهم الا بعد ان يتنزل عليهم كتاب الفقر والسكّر والضغط وآلام المفاصل، الاولاد لايشربون الحبر حين يظمأون، ولايأكلون فتات الكواغد، بينما هذه الكلمات أيام تسطّرها مع عزرائيل ع الذي يشطب كلَّ يوم من مفكرة ايامك البيض ياحسن العاني. يكفي حسن العاني انه آخر الرجال المحترمين، لم يبذل ماء الوجه الذي أساله الكثير مجانا من أجل دنيا غيرهم، ويكفيه انه بهذا العوز لم يمد يده ليقول: لله ياحكوميين... لله ياسرّاق بيت المال... مقالة ساخرة تدفع بلاوي ساخنة ...لله أيها الأنذال الذي تملأون مسامات روحي بهذه الصور التي لو أنها تحوّلت الى طابوق لأسكنت الفقراء،.. كان بقيّة أهل القلم الذين تعلّموا على بري القلم بأيديهم، لهذا لايبيعون اقلامهم حتى لوأكلت اقلام غيرهم جرذان صاحبة السخافة!!. حسن العاني إكتفى من عراقه بجنسية وهوية أحوال مدنية وحصة تموينية ساوته مع الحاج شعيط والزاير معيط، لم يمد عنقه الى مامتّع الله به معارضي الفنادق والخنادق لأن عنقه لم تكن طويلة بالقدر الكافي، ولم يمد عينيه لانه مصاب بالعشو الليلي، لهذا تتساوى لديه القرعة وأم الشعر، حسن العاني قلّب الدنيا بين اصابعه فوجدها أهون من خروف البسوه وجه عنتر بن شداد. ياصديقي الكبير، نحن بين حجري رحى تطحننا كلماتنا،نلوذ بحروف العطف ونكفر ان نبتديء الجملة بخبر عاهر بسبب أخوات كان، انت تعلم مثلي ان «كان» لديه اخوات شاركن بعدة دورات كونية، وانت مثلي لن تقدر على اخت واحدة منهن، لهذا استعضت بالحروف المشبّهة باالفعل، العراق أشبه بالرأس الذي لايسمحون له بإطالة شعره، لهذا فهم يقترحون الصلع بدلا عن الكتابة بالسواد!!. دعوة للحكومة العراقية أن تحتفي بعيني حسن العاني لانهما شاهدتان على عصر بأكمله، وانا على يقين انه سيوافق على اعـــارة عينيه الى اي حكومي اعمى لعله يبصر العراق كما ابصرها العاني نفسه، شريطة ان لايضعانهما شاهدتي قبر على أرواح حروفنا التي تودّع كل يوم نخلة ثاكلة!.
|