تحدثت قبل أكثر من 4 سنوات في أكثر من مكان ، ونشرت أحاديثي وآرائي في غير مطبوع ، وأعلنت موقفي واضحا في جلساتي العامة ومجالسي الخاصة وقلت إنني اعرض صوتي للبيع لأي مرشح برلماني بغض النظر عن كونه سنيا او شيعيا او كرديا او تركمانيا ، او من أية أقلية دينية او مذهبية او قومية وطلبت مبلغ مليون دينار، وقد أثار هذا الرقم (الكبير) كما يعتقدون الفزع في نفوس المرشحين ، حتى ان بعضهم شتمني على صفحات التواصل الاجتماعي وقال (هذا المغرور حسن العاني يعرض صوته بمليون دينار، بينما هو كله مع صوته لا يساوي مليون فلس) ومعلوم أن المليون فلس تعادل في عملتنا الحالية (ألف دينار) ثمن علبة سجائر او (لفة فلافل) غير ان قليلي الأدب الذين شتموني سرعان ما غيروا أثوابهم واتصلوا بي متوسلين متذللين ، حين عرفوا الحقيقة وهي أن صوتي يمثل (مئة) صوت كونه يضم او يشمل أولادي الثمانية وزوجاتهم وبناتي التسع وأزواجهن زيادة على أحفادي العزاب والمتزوجين وهذا يعني أن المرشح يشتري الصوت الواحد بمبلغ (عشرة آلاف) دينار فقط وهو ارخص سعر مطروح على الساحة الانتخابية !. مشكلة واحدة صغيرة حالت دون الاتفاق وحصولي على المليون دينار، فالمرشح كان يطالبني بضمانة وهذا من حقه ، وكنت اخبره إنني وأبنائي وأحفادي سنعرض عليه أصابعنا الملوثة باللون البنفسجي قبل غسلها وتعقيمها إلا انه كان يرفض هذا العرض ويقول (من يضمن أنكم كتبتم اسمي في الاستمارة ... ربما تنتخبون غيري ؟!) وهذا من حقه ، مع انه لو علم، إنني واسرتي الكبيرة ، لا تفرق معنا ان ننتخب ناجح حمود مثلا او فلاح حسن او احمد راضي او حسين سعيد او شرار حيدر ،لإدراكنا ان النتيجة واحدة وسنبقى نعــــاني من شحة الكهرباء لعدم توفر الوقود ، وسنبقى نغرق مع كل (مطرة) بسبب صخرة عبعوب ، وستبقى البطاقة التموينية هزيلة وسيبقى حمودي سوبرمان العـــــراق ، ويبقى قانون التقاعد في علم الغيب. ولكي احسم الجدل قلت للمرشح (اقسم لك على أن نمنحك أصواتنا) ، وقد رحب الرجل وتنفس الصعداء ، ومد يده في جيبه (بأي شيء ستحلف؟) قلت له (احلف بشرف الدستور) ، فاخرج يده من جيبه فارغة ، وغادر المكان منزعجا من دون أن اعرف سببا لذلك !! واتصل بي عشرات المرشحين ، ولكنهم ما كادوا يسمعون قسمي حتى يغادروا المكان غاضبين او ضاحكين او صامتين !. أعيد في هذه الدورة عرض صوتي للبيع مجددا ، وبالمبلغ نفسه ، ومستعد للقسم هذه المرة بشرف الدستور والعملية السياسية معا ، راجيا أن لا تفوت المرشحين مثل هذه الفرصة النادرة !!.
|