تعرضت مرجعيات دينية وبعض المثقفين الى دور السياسة في توليد العنف والإرهاب , وأشار سياسيون الى دور الفساد ,لاسيما بين الأجهزة الأمنية في خلق ردود الفعل لدى المواطن ...فالفساد الذي نعترف به في الأجهزة المختلفة نتجاوزه ونتلافى ذكره في هذه الأجهزة رغم كل ما اعترى تشكيلها بعد الاحتلال ..ورغم وجود فضائح التشكيل في كتب يتداولها الناس.. ورغم اللغط عن المداهمات لبيوت المواطنين وما قد يرافقها من امتداد الأيدي لأموالهم وحاجاتهم ..وكذا الاعتداءات والاهانات ..وهذه لا تذكر قياسا للغط وحكايات الاستغلال والابتزاز لذوي الضحايا حتى قيل ان الطريق السريع للثروة هو العمل في السجون ومراكز الاعتقال ...وباتت أخبار وحكايات الموقوفين لشهور وسنوات بلا امر قضائي وبلا تحقيق تبثها الفضائيات ..فضلا عما يجري ....هنا وهناك ..والخ.. ماذا ننتظر من شاب وعائلته من تصرف؟؟ هل يشعرون بالامتنان للحكومة والرضا عن الحياة...على الأخص ان كانوا أبرياء؟؟ وحتى المخطئ والمغرر به ما رد فعله اذا كان طوال الوقت يعامل على انه كافر ومن يستكثر عليه شم الهواء ..؟؟ ثم اذا كان كافراهل يبرر ابتزازه واهانته وثلم شرفه والحط من كرامته؟؟؟ ثم ..هل كان اغلب الإرهابيين من غير المعوزين والجياع؟؟ ولو توجه الجهد والمال والإرادة نحو توفير فرص عمل بإعادة المصانع والمزارع ومختلف الاستثمارات وأعمال البناء ,إلا سيتضاعف الأمل والشعور بالجدوى وبالوحدة الاجتماعية؟؟ البطالة مصدر للأفكار العدوانية.. ...والجوع والبؤس مصدر للإيحاءات المدقعة والبائسة ...والتهميش والإقصاء والحط من الشأن مصدر للكراهية ...وتهديد الشرف والكبرياء سبب للعدوانية والميل للانتقام ...والأكيد ان الاعتبارات الإنسانية لم تدخل في حساب سياسيين كثيرين ..ووجدت مرجعيات دينية نفسها مرغمة للتفكير بأمر سياسي وأشرت بان السياسة قد تقذف بالمواطن ,رغما عنه ,في الخندق العدواني ..وبالتالي فان الإرهاب وكأي ظاهرة عامة يلزم التحري عن أسبابها في السياسة والسياسيين... يمر العراق بأصعب واخطر مراحله بهذا العنف والفساد والإرهاب ..وكانت ايام تكفي لنضوج السياسي وإدراكه الحقيقة ..أليست الآلام العظيمة خالقة العقول والمدارك والخبرات والدروس العظيمة؟؟؟ هذا الذي يجري يجري بأسباب وظروف ومحفزات ...فهل عقول بعض السياسيين من الانطفاء والانغلاق والبلادة فلم تنتبه ولم تدرك ولم تبحث في العلل والأسباب وتواجهها بشجاعة وتعالجها بحكمة؟؟وهل كانت أحقاد وكراهية شطر آخر فأخذها الثمل بالشر؟؟ وهل ثمة سياسيين هم من الغشامة فلا يعرفون كيف يواجهون المواقف والأزمات؟؟ وان هناك من ينفذ دون نقاش؟؟ دخول مرجعيات على خط الظاهرة ..وشجاعة بعض المثقفين والسياسيين ,وبدء التشخيص هو البداية على طريق الحل والعلاج ...على ان يتوفر اليقين ان البيت المنقسم تندفع اليه الشياطين وتتقوض أركانه ..ودائما ما كانت نزعة الاستحواذ والطمع مع الكراهية سبب لكل خراب ..ودائما أيضا ما وجد الإنسان ذرائعه وأسانيده لاقتراف الشر وهذا صنف يطيع العقل فيه نزواته ..وان قيل انه صنف الجهالات الخالصة.
|