صحيح :كيفما تكونوا يولى عليكم ,ولكن الصحيح أيضا ان الناس على دين ملوكهم ...هذا في المجتمعات والشعوب المتخلفة ... وإذا كان هناك من صار يرغب بالسكن في الأحياء والمدن المختلطة طائفيا ,إلا ان هناك من صار يبحث عن فرصة سكن بين أبناء طائفته ..وبما قد يؤدي للمناطقية الطائفية ...وذات الظاهرة في الزيجات والمصاهرات, ومال البسطاء للزواج من ذات الطائفة ,فيما واصل الواعون المثقفون الى عدم النظر الى الطائفة في هذا الأمر.. وطبيعي ان تجري الأحاديث الشعبية على غرار ما يتحدثه بعض السياسيين من تأكيد وجود الطائفية في الأزمان العراقية المختلفة وتبرئة الاحتلال من تأسيسها على نحو بالغ الخبث والدهاء والقصدية ...ويبرر الساسة ان الحكام ,في الماضي, إنما فتحوا الأبواب ووفروا الفرص للطائفة الأخرى بقصد استخدامهم لتدمير وإيذاء أبناء طائفتهم ...وهو تخريج وتفسير يقع على هوى البسطاء ويثلج قلوبهم ويزودهم بما يتحدثون به وما يرفد طاقتهم للتعصب من جهة وللكراهية من جهة أخرى ...فالملوك قالوا وهم يرددون فمن يجرؤ على الاعتراض؟؟ مراكز البحث الأمريكية ذاتها تنحو باللائمة على احتلال العراق وقذفه في أعاصير الطائفية وملحقاتها ونتائجها والإتيان بسياسيين هم الأبعد عن السياسة ومتطلباتها ..وهي ,أمريكا, على يقين ان بينهم من هو أكثر فتكا وتدميرا للمجتمع وللبلد من كل أسلحة الدمار والفناء..ومن يفتقد للياقة وتعامل ابسط الناس وأكثرهم تخلفا وجلافة ...وبما يضمن تردد صدى بلادتهم وضيقهم وجلافتهم بين الأوساط الواسعة من العراقيين ..وقد أتت الجدران وجهالات السياسيين ثمارها ..وبدل محو الملمح السلبي البسيط من هذه الأوساط وبعد حرجهم وتلعثمهم من تسميات شيعة وسنة باتوا ينطقونها على استحياء ثم تدرجوا مع السياسي وقلدوه في الفضائيات ..ونطقوها ونطقوها واقتربت من التلقائية ...علما انه لا عيب ولا ضير من هذه التسميات ...فمن الطبيعي ان يكون للإنسان اسم يعرف به ,ان تكون له هوية يعرف بها ,ان يكون له أب وعائلة واصل ودين ومذهب..وما حرج العراقي في الماضي الا لأدبه وحساسيته وتجنبه مواضع الإحراج بعد ان أريد للطائفة ان تكون بمعنى آخر...واستمرت هذه الحساسية بعد الاحتلال رغم التأسيس لها والعمل لتكريسها ..فعاد الناس الى دفاترهم وما يساعدهم على معرفة طوائف معارفهم وأصدقائهم... الأمر أن طائفية بعض السياسيين يرافقها افتقاد للحس الاجتماعي ,وغياب للياقة وللباقة وأصول التهذيب ,ولا يتركون خفايا قلوبهم تظهر في فلتات اللسان وعلى صفحات الوجه بل يتبرعون للأعراب عنها وفضحها ...فهل لهذا النموذج ان يفهم الدعوة لعمل ثقافي ضخم وبحملات وطنية كبرى من مهرجانات ومسابقات وأعمال فنية وأدبية تقرب البسطاء وسواهم من الحضارة وتدخلهم العصر ؟؟ام ان لمثل هذه الدعوة من يكفرها أيضا ؟؟؟ جدران الفصل أنتجت إذن أدغالا.
|