في عالم الحوار والتواصل والتوسع في فهم الآخر وفي الاقتراب منه واستيعابه .. ما زال في مجتمعنا, وحتى بين السياسيين من ظل بين جدران ذاته ولم يبرحها ويتوهم انها كل الحياة وكل الأفكار وكل الحقيقة فتجاوز نومة أهل الكهف بكثير .. وليس له ان يبعث احدهم بورقه الى السوق وهو لا يدري ان لغة الناس قد تغيرت ولم يعد التفاهم معه ممكنا ... فالتفاهم والحوار يشترط الاعتراف بحق الآخر في الاختلاف بالمعتقد والتفكير وكل ما لا يؤذي الآخر ...وأهل الكهف العراقي يرون الحق بما يلبي ويتماشى مع أهوائهم ,والكافر والباطل مع من يعارضهم ... مع علامة فارقة في الطبقة السياسية هي الشك والريبة بكل من هو مغاير ومختلف معها .. ولا تنتظر منه غير الغدر ...وهذا ينسجم وطبيعة كل مغلق ومهووس بأفكاره غير الخاضعة للمراجعة والفحص والمناقشة (لا الذاتية فقط بل ومع الآخر) فهي مقدسة وان بلغته ووصلت إليه عبر بشر ... فالمتعصب يحوز ويمتلك كل الحقيقة ولا حاجة به لمن يرشده إليها ... ولان الذاتية مصدر مهم للشرور فقد سجل بلدنا رقمه القياسي في الهدر والفساد والشقاء .. والتشرد ..ولان العقل الذي يتبع هواه لا يصل لغير الهاوية فان العراقيين يتوقعون لسياسيي أهل الكهف الجديد مصيرا لا يسر أحدا .... قيل الكثير عن الشعب العراقي ,منذ الماضي إلى قادة أوربيين إلى علماء اجتماع ...وكما يحتاج المرء أحيانا لما يعيد إليه صحوة وعقله وانتباهه .. يحتاج الى صدمة ..فان حدوث الصدمة احتمال قائم ليصحو الجميع من سياسيين ومواطنين وينتظموا مع البشرية الجديدة ويدخلوا عصر الحوار والتواصل وإبهار العالم بإضافة نوعية للبشرية مشتقة من جوهر الإسلام :الأخلاق .. أخلاق المحبة والتسامح وقبول الآخر كرافد لإثراء الحياة. فهل هذا ممكن والقاعدة تقول ان من الممكن التفاهم مع كل البشر الا مع المغلقين المتعصبين ... والانغلاق والتعصب نتاج الفقر والجوع والأمية والعزلة الاجتماعية فان هذا الواقع ما زال في أرياف ومدن كثيرة مع إضافة سبب آخر للتشوه والانغلاق والتعصب هو الشحن المتواصل بسبل مختلفة تجعل بعض السياسيين المغلقين يراهنون على هذه القطاعات لاستمرارهم .
|