مدير معهد الشرق للبحوث والدراسات نطق بها وسماها على الفضائية من ان بين العراقيين من تنقصهم الوطنية ..وأهمية تشخيصه لا تعود فقط لثقافته وموقعه في ميدان البحث والتأليف بل ولدوره السياسي كعنوان في المعارضة ولتقلده مسؤوليات استشارية وبحثية في عدد من المواقع الحساسة في الدولة ...وبما يلفت الانتباه ويحث على النظر بما يبدو محرما والسؤال ما إذا كان العراقي واهن الوطنية ...وان مقارنته بالمصري ,على سبيل المثال قد تفضي لنتائج محرجة ..فمصر لم تقدم لأبنائها ما قدمه العراق ...الشعب المصري متناثر في أصقاع الأرض بحثا عن لقمة عيشه وانه في بلده يعاني من المحتالين والمستغلين ومن السياسيين ..ومع ذك فانه يرى بلده ,مصر ,ام الدنيا ,ويكاد المرء يقتنع ان المصري يمكن أن يكتفي بمحبته لمصر ويستغني عن الكثير ...وكان سيقيم بلدا بالغ السعادة والمرح لولا ابتلائه بالاستهدافات الأجنبية ونقص الموارد وتوارث السياسة للفساد .. من الواضح والجلي ان مشاعر العراقي لوطنه لا ترقى لمشاعر المصري ...ولمشاعر اي مواطن آخر ..أمريكي ..بريطاني ,هندي ,مغربي....لذا كان الباحث الدكتور سعد العبيدي سباقا لنجدة وطنه بمواجهته بمرضه وليقول له بان من لا ينتمي لوطن ولا يكون وطنه هويته الأولى ونسبه الأول , لا يمكن ان يبني وطنا ..ويبقى مثل لقيط ,وقد يتصرف مع البلد تصرف ما اصطلحنا على تسميته بـ (النغل)... والحال ان العراقي وقد من الله عليه بكل خيرات وكنوز وثروات الطبيعة تنقصه المشاعر الوطنية ...وان قيل ان ثراءه هو أصل علته ,نفسيا وماديا ..واصل كل حروبه واضطراباته ومآسيه ...بينما توصلت الدراسات والبحوث الى ان مشاعره الوطنية قد تسربت وحلت في أوعية وتسميات وانتماءات جانبية وفرعية ومفتعلة أحيانا ..المرء لا يستطيع إلا أن ينتمي اجتماعيا ولو بتوهمه وافتعاله ...الدين ..القومية.. وبعد الاحتلال كانت الطائفة والقبيلة والمنطقة ...وبما يتناقض مع روح العصر والدين والتحضر والديمقراطية...والاهم والأخطر ان الجذر الخفي والعميق هو مشاعر النقص وفائض الكراهية.. حتى تجلت الحالة الفاضحة والمخزية اليوم ..حيث ترفد وتسقى مشاعر الانتماء المشوه ..الطائفي...بسفك دم من الطائفة الأخرى ..فأي توحش وأية كراهية ..وأي انتماء قبيح وتحت راية الدين...؟؟؟ فهل من أمل في اعتزاز بوطن وبتوهج لوطنية ؟؟؟ وهل قدر ارض بابل ان تنتج الغبار, ويندفع منها (العجاج).. وهل من أمل إشاعة النموذج الذي به انتماء كبير وفخم ويرى في العراق أبا للدنيا؟؟ يتقدم على تشخيص الدكتور تلك الدعوة لمبدأ المواطنة لما فيها من تشخيص وعلاج وإحباط للعبة التي يلعبها ضعاف الروح الوطنية.
|