( 1 - 2 ) الصفوة لا الدهماء يقولون ان مقياس النضج والقوة ليس الذي بجيبه دفتر الصكوك وفي حزامه المسدس وفي كيانه سلطة الامر ... بل هو الذي يفهم نفسه ويعي ذاته ..ومثله الامم والشعوب والدول ,فالوعي الذاتي الجرئ يضمن السيطرة عى النفس ويحد من انزلاقاتها واوهامها وشرورها وكذا يفتح الافاق للتعامل المناسب مع الاخر ... ولا يتردد من مواجهة الذات بما طرأعليها من اوهام ونزوات وغرور ,وشر ...من منطلق ان افضل العقول ليست بمنجاة من ان تضل السبيل ... وخاصة العقل السياسي الذي تدعوه مهمته الجسيمة ان يمسك طوال الوقت بالسوط يلوح به لنفسه من الخطأ.. واذا تكشف العراق عن قطاع واسع من الامية والجهل وما يقرب من المجتمعات البدائية فانه ايضا تكشف عن سياسيين بذات المستوى ولا يمكن ان يرتقوا لمرتبة فهم ووعي ذواتهم ولا عواقب افعالهم .. وانهم يدفعون للجزم بان كل هذا الفساد المتفشي في اجهزة الدولة لا يشعرهم بنقص كفاءتهم ولا بعدم صلاحيتهم للادارة ولا يحرجهم ولا يساورهم ادنى احساس بالذنب ... فالسبب دائما خارجهم ...فهم موجودون ومؤسسون من خارجهم ...فالسلطة والثروة وكل عناصر القوة استلمت في البدء جاهزة ..ولا علاقة لها بالجهد والاستحقاق والتحصيل بل بالحظ والصدفة ... كما لا علاقة لهم بالمعرفة والبرنامج وارادة البناء ونجدة العراقي ... وان من لا يعمل لا يفهم ذاته ولا غيره ..ومن كان اساسه وبذرته الصدفة والحظ يواصل عمله عليهما وتغدو سلوكه (وفلسفته)وصولا الى مصير لا يدريه غير الله ... ويكون الدين هو القناع البديل عن الارادة والفهم والادراك والبرنامج .. وينصب الرهان على الدهماء والمغيبي الوعي والغاطسين في بؤسهم وخرافاتهم لديمومة سياسئ الصدفة .. لا يستوعب ولا يفهم هذا السياسي مسؤوليته ولا وقت لديه للالتفات اليها لانه يحتاج الى اضعاف عمره لكي يغادر دهشته وانبهاره بالصدفة الكونية ... واذا كانت الحكومة للشعب كالاب للطفل يريد ولاشأن له بامكانية الاب ..الشعب يريد من الحكومة اسباب الحياة وانه في العراق يريد حياة الترف ما دام الاب ,اوالدولة ,بهذا الثراء .. ولذا تنامى التوقع بحدوث الامر الطبيعي بين سياسي الصدفة ورهان كل وجوده في استمرار عطايا الصدفة مع قطاع من البسطاء يسنده مع غايات اللعبة الدولية ... مقابل الطرف الواعي الذي يفهم نفسه وشعبه ويمتلك لغة العصر ويكابد لاقامة عراق المواطن وابعاد الدين وحفظ هيبته وجلاله من لعبة الدنيا وفي قطاع الواعين والمثقفين الذي لا يمكن حزر حجمه وتأثيره ..فلمن الغلبة ؟؟ولمن الاستمرار ؟؟ جهلة ذواتهم منتجون كبار للاعداء والازمات والمفاسد التي هي ايضا من خارجه ومن اوالئك الواعين المبصرين الذين رأوه وعرفوه ..فاية صدفة ....؟؟؟
|