( 2 – 2 ) إزاء السياسي الذي أضاع نفسه ووطنه ,ثمة سياسي نابه يقظ يعي نفسه ويفهمها فهو يفهم متطلبات العمل السياسي ويفهم شعبه وما يريده ويتطلع اليه وما يستحقه ..ولم يغالط نفسه ولا غيره ..ويدرك منذ البدء بان الاحتلال باهض التكاليف لم يكن من اجل عيون عراقية ..وان أمريكا المسيحية هي الدولة الأقل ممارسة للشكليات والمظاهر والطقوس الدينية ..ولكنها عمدت من فورها لتشطير العراق ولتأجيج الطائفية ..هذا السياسي لم تجرفه الأعاصير وكل عناصر الفوضى المقصودة وتمسك بوعيه وثوابته ,ونظر بسخرية وامتعاض لتوظيف الدين في السياسة ولاستخدامه للصعود الى المناصب والثروات ..ونأى بنفسه عمن ابتلعنهم المفاجأة والدهشة من المصادفة التي وضعته في الغياب عن نفسه وعن شعبه ..وأصر على التأكيد على انه لا مستقبل للسياسي الذي لا يضم شعبه ,كل شعبه ,في قلبه ..ولا يؤمن بمبدأ المواطنة ..والترفع عن الإساءة للدين بوضعه قناعا لخداع المساكين والبائسين والبسطاء ..وبما يعني ان وجود السياسي الحكيم القوي اليقظ الذي لا تنطلي عليه الألاعيب والإغراءات الداخلية والخارجية يمكن ان يتعدد ويتكاثر ويستقطب ..وقد يسهم في صحو الغائبين عن وعيهم وبتبصيرهم بذواتهم ..بل باستثمار المصادفات والحظوظ التي حلت عليهم وذلك بالامتنان لها واستثمارها في دور عظيم ...ويكونوا أقوى منها ..ويثبتوا جدارتهم بأنهم رجال دولة وأنهم عندما تحين الفرصة يحيلون الأعداء الألداء إلى أحبة عاشقين فهم اهل لتأسيس عائلة بكبر الوطن ولا يتقاضون الثمن الا الذي يتقاضاه الآباء غبطة بعوائلهم السعيدة ..فهل هذا خيال مجاني وأحلام هي من الطيبة حد السذاجة والبلاهة لان ما جرى للعراق كفيل بيقظة الموتى ...ومع ذلك امكانات الحياة بلا حد ولا نهاية وتديم الامل ان يتدارك سياسي الغفلة وينظر الى نفسه ويراها كما هي ويرى العراق ويبدأ بالعمل ...بدل انتظار ما لا يمكن تصوره...
|