تعرف المقاهي وتأخذ أسماءها ,أحيانا, من طبيعة روادها ..فهذه مقهى الأدباء ,وتلك مقهى الحمالين والثالثة مقهى المعقدين ...ولو قدر لسياسيين عراقيين ارتياد مقهى (خارج المنطقة الخضراء) لسرعان ما حل عليها اللقب والاسم والشهرة على أنها مقهى العقارب ..وان هذه المقهى بروادها وبحسب المحاصصة ستكون بوجود ومواصفات وظواهر استثنائية وتغري الباحثين والمستطلعين واللاهثين عن إثارة لشد الرحال إليها مثقلين بأجهزتهم ..وستواجههم البنايات المجاورة والقريبة وهي تنحني على نفسها تلوب من لدغات المقهى وسيرى المارة في تلك الشوارع سيول ومستنقعات السموم لتجنبها ...وسيرون المهم والخطير, سيرون قردا تتنقل كفه بين جبهته ومؤخرته ويقولون انه الدين ...انه الإسلام ووجوهه المريعة ...وسيشاركون المارة في ترديد التعويذات والضراعة الى الله أن يلطف بالمصيبة التي حلت... العقارب تمارس طبعها ,وعندما تناولت أمريكا قالت أنها ضحيتهم ,فقد خدعتها باستدراجها لاحتلال العراق وافتضاضه ومن ثم طردته ..وكل ما في الأمر أنها استخدمت ظهر أمريكا وورطتها في زيجة ليست لها وستنتزعها منها..ولتتمرغ أمريكا بدمائها فالأغبياء المخدوعون يتقاضون ما يستحقونه ... اذا لم تجد العقارب ما تقرصه وما تسممه التفتت الى نفسها وقد تأكل صغارها..وهاهو العراق سرت فيه السموم التي صارت سيولا وأمواجا من الفساد والخراب والدم. ومن تدفق للجحيم تحت عنوان الدين ...ومن زحام زبانية العوالم السفلية في الدوائر ومقرات الحكم ...رواد المقهى يعرفون في دواخلهم أنهم ملفقون ومزورون ولصوص ومن الطبيعي أن يفترضوا الشك في كل عين ..وان الجميع يحتفظون بأدلة اتهامهم ,فهم هدف لنبال الجميع ,الجميع مريبون ومتهمون ويلزم شلهم وكراهيتهم ومقاتلتهم ,,وباختصار ,لا خيار لهم سوى أن يكونوا عقارب ولكن بهيئة بشر ..والطائفية هي المنجد والمنقذ والمعين والضامن ... لا يخلو أكثر الناس بلاهة وعوقا من وعي بسيط لذواتهم ...فالقزم بطول سنتمترات سيكون عقربا إذا أحيط بلغط انه العملاق الأطول في العالم ..وان سياسي في أثرى بلدان العالم من عناصر طبيعية وبشرية لا يستطيع ان يبقى على قيد الحياة الا بتناسخه الى حياة أخرى ووسط كل هذا الفقر والجوع والشلل الشامل في كل المناحي ..وكان الأقرب أن يكون عقربا وينسجم مع ملاذه وحمايته وحصنه ...الطائفية...ولا يساوره ما يساور الإنسان فيرى انه غائص في الأرض بينما هو في دور عملاق الأرض .. مقهى العقارب يغمس الكراهية والسم والطائفية مع شاي سياسيي الصدفة... ويتمنى العمى لمن لا يرى الانجازات, ولا هذه الديمقراطية ولا حرية العقارب ...
|