للأدمغة البشرية ثلاثة أغشية. الغشاء الأول يسمى: الأم القاسية, وهو غشاء ليفي سميك متصل بجدار الجمجمة, والغشاء الثاني يسمى: الأم الحنون, وهو غشاء رقيق جداً يحيط بالدماغ مباشرة, والغشاء الثالث يسمى: الغشاء العنكبوتي, وهو شفاف ورقيق للغاية, يقع بين الغشائين السابقين. أما الغشاء الرابع فهو غشاء افتراضي نسجته خلايا التضليل والتشويه للتلاعب بعقول العرب, والتحكم بأدمغتهم, والتشويش على تفكيرهم, والتأثير على توجهاتهم, وهو غشاء معقد سوقته تل أبيب, وبرعت في صناعته من الأغشية الثانوية التالية: • غشاؤها الفضائي الذي ساعدها في إحكام سيطرتها على فضاء الشرق الأوسط لأغراض التجسس والتنصت على المكالمات الهاتفية, وقدراتها الأخرى المتمثلة بأغشية الأقمار الصناعية, وتسلحها بأغشية (السايبر), وربما جاءت تصريحات الجنرال (أفيف كوخافي) لتضع النقاط على الحروف, وتعلن عن تنفيذ سلسلة من الهجمات الخفية بسلاح (السايبر), وهذا يبرر مساعيها المتواصلة نحو إحراز مراكز متقدمة بين دول (السايبر), ويقول رئيس هيئتها الوطنية لسلاح السايبر (أفياتار): أن 11% من مجموع المبالغ المستثمرة في مجال الفضاء الالكتروني قد تم استثماره في شركات إسرائيلية. وأن أغشيتها الفضائية ورقائقها الرقمية المتطورة مكرسة الآن ضد الشعب العربي من المحيط إلى الخليج. • أغشيتها الإعلامية المسخرة لتضليل الرأي العام العربي والعالمي, فمردوخ وعصابته في فوكس نيوز، ومخالبه في الحكومة الأميركية, ومن خلفهم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والقطيع اليهودي ماانفكوا يحيكون المؤامرات الدولية من باطن الأرض, ويتعاملون مع الشعب العربي على انه من الأهداف السهلة, كونه يرزح تحت ظل دكتاتوريات تافهة تديرها مجموعة من اللصوص، من الذين يهرعون إلى واشنطن أو تل أبيب لتلقي الأوامر. لقد دأبت الأغشية التضليلية المنسوجة من خيوط الفضائيات العربية باستضافة محللين ومتحاورين وخبراء في أحاديث مباشرة مع مكاتبها المنتشرة في المدن الإسرائيلية, وإظهار صورة الصهيوني (الطيب) في الأعمال التلفزيونية العربية. والعمل بنظرية: أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي. • أغشية الفضائيات العربية الإباحية التي مولتها إسرائيل, ونفذتها الصهيونية العالمية بالتعاون مع محطات (بلاي بوي) لتبث سمومها إلى عقول شبابنا في زمن الإفلاس الإعلامي العربي, وفي زمن المواقف الانهزامية المتعاقبة. • أغشية مخططات التطبيع والتركيع, التي ظهرت في مآسي مشوار طويل قطعناه في مسيرة الصبر والكفاح, وتعرضنا خلاله إلى الاحتلال والتشريد والتمزيق والتفتيت والتقطيع والبهدلة. صفحات سود من مسلسل العثرات والويلات والمؤامرات. نكبات مؤلمة خضعت فيها عواصم العرب لمشاريع التآمر, منذ سقوط زعماء الذل في وادي عربة عندما أقدمت الحكومة الأردنية على توقيع اتفاقية (وادي عربة) مع إسرائيل عام 1994 فتغيرت بوصلة الكفاح. • الأرقام الفلكية التي حققتها عندنا التوجهات الانبطاحية بعد انتشار أغشية التبادل التجاري بين تل أبيب والعواصم العربية المدمنة على الخنوع. • أما الأغشية الأقوى والأكثر فتكاً وتدميراً فهي أغشية الخلايا الإرهابية المدعومة مباشرة من الموساد, أو المدعومة من حلفاء تل أبيب ووكلائها في المنطقة, ناهيك عن أغشية التمزق الطائفي, والتشرذم القبلي, وأغشية هذه الفوضى العارمة. لقد أصبحت الصورة واضحة الآن, فالمطلوب رأس الإسلام أولاً, ورأس العروبة ثانياً, أو الرأسان معاً في ضربة واحدة من ضربات التلافيف الدماغية المتأثرة باضطرابات الأغشية الإسرائيلية المعقدة. والله يستر من الجايات
|