الصباح الباكر للخامس من ايار الجاري ,والجنود المدججون والمتأهبون للقتال داخل الدار مرة اخرى ..يعتذرون بالسنتهم ووجوههم عن هذا الازعاج الصباحي ويطلبون السماح لهم بتفتيش الدار ..انهم ليسوا جنود التفتيش السابق ولا اي تفتيش ,وكانوا ,مع ذلك في حرج وفي منتهى التهذيب واللياقة والادب وبما اضطر اصحاب البيت للاعراب عن اعجابهم بادبهم وطلبوا اليهم الا يتحرجوا ,ويمكنهم اداء واجبهم ويفتشوا الدار على راحتهم ... قبل سنوات كان المداهمون اكثر جلافة وفظاظة واكثر عدوانية مع العوائل ,وهاهم ولكثرة المداهمات والتفتيش واقترابهم وتفاعلهم مع (المتهمين)اكثر ليونة وتهذيبا ,بينما لم يساور اولي الامر ادنى حرج ولا حياء وما زالوا يبعثون بقواتهم الامنية بلا اوامر قضائية للمداهماات والتفتيش وبفترات متقاربة فاحرجت الجندي ولم تحرج سياسي الصدفة ومسؤول الكذبة وبطل المشهد الهزلي الاطول في تاريخ الدول ,,,فثمة متهمون على الدوام وبيوتهم مباحة للمداهمة والتفتيش ... ولكن ما لا يفهمه الجهلة والدهماء ان الانسان قد لا يستطيع الافلات من تأثير النظرة اليه ..وقد تشكل هذه النظرة اطارا للشخصية ..فاكون كريما او بخيلا او محبا او معاديا تبعا لما يحيطني من اعتبار ..وان هناك من لحقتهم التهمة ووصموا بالادانة ويمكن اذا لم يتوفروا على الثقافة والحصانة وقوة الشخصية ان يتصرفوا بردود فعل ويكونوا عدوانيين ...وهذا بعض ما انتجه سياسيو الصدفة ومن المبعوثين من رحم الجهالات والكراهيةوالبلادة... الجنود المحرجون كانوا باخلاق عراقية اصيلة وانهم يفتشون الدار بحثا عن مسدس اوبندقية او لغم ومما يعزز افتراض وجود متهمين دائميين وجاهزين,ان الجنود المداهمين الباحثين عن بندقية ربما يرون ويشاهدون وعلى الفضائيات الحشود المتظاهرة تحمل البنادق وتهتف ..وتشتم ...اليست مفارقة ؟؟مفارقة ان يكون هناك من يحملون مئات البنادق وعلى الفضاء بينما هناك عسكريون يقلبون الافرشة واثاث البيوت بحثا عن بندقية ؟؟؟ وبصرف النظر عن الجانب الانساني والاخلاقي وعمل صنع الاعداء ..هل يليق في هذا العصر ان تستمر ممارسة مدانة ومعيبة والنظر باتهام وتفقد بيوت حرمتها؟؟ ومع ذلك فثمةعوائل غير محظوظة وتتعرض للمداهمة من عسكريين لصوص ,عدوانيون يستبيحون الببوت ويكسبون الاعداء والحاقدين على هذه الممارسات ومن يقف خلفها ..وتلك حكايا متداولة الا بين سياسيي الصدفة ...واللصوص الكبار.. ثمة من لا يعرف نفسه ولا يتحسسها الا بعدو..انه مرض في الشخصية ...الوباء المناقض لكل اخلاق الرجولة والمروءة والشهامة ,ولاخلاق العروبة ان يشعر المرء بالشمم لكسر انوف (المتهمين بالولادة)....لماذا اذن لا يتطلع العراقي الكبير لسيادة مبدأ المواطنة حيث الجميع بكرامة ويضعون مرضى الشخصية وعيوبها في محجر الى ان تتعافى وتلتحق بالعائلةالاجمل:العراق...
|