واحدة من ابواب ووسائل واساليب الثراء ,ما بعد الاحتلال,هي شراء المقاطعات الزراعية ,ومن ثم تغيير صنفها او جنسها ,بفعل النفوذ والسلطة ,الى اراض سكنية وتباع بثروات ,وتبدو طريقة مشروعة وتوفر النفع لمالك الارض الزراعية ,مثلما توفر الارض السكنية للمواطن ...في حين هي توظيف للسلطة التي في اليد الى باب واسع للثروة لصنف من البشر من رجال السلطة ..لا يمكن ان يتوفر لغيره ... يقال ان سعار تكديس الثروات ..والاهتداء الى دروب تحصيلها ونهبها ,في العراق, تقدم للبشر مشاهد لا يمكن فهمها واستيعابها بسهولة ,وجاء ان احدهم جمع بين المضاربة بالاراضي والمضاربة بعمل ثقافي ,وكما حول الارض الزراعية الى كنز للثروة ,حول ميدان للثقافة الى باب لخدمة وحماية وتنمية ثروته ..وان ذلك السياسي الذي عاد من نضاله في السويد قد واصل نضاله في العراق باكتشاف ابواب للثراء تحتاج الى النباهة والذكاء لاستخدام السلطة لتنفيذها ... من الواضح ان بين السياسيين من جاء مع المحتل مشغولا بنفسه وبمنافعه ..وقد يكون هذا المستغل للسلطة في تغيير جنس الارض هو الافضل بين السيئين والفاسدين والبعيدين عن المشاريع الوطنية,الا ان التوجه العام يمكن ان يفسر هذا الضياع لفرص الحياة والبناء ,وضياع للوحدة الوطنية ,وضياع لسمعة الدين ,كما لو ان الدين قد فشل في انجاب النزيه وطالب الخير وجامع الناس حول صحن واحد ...وان ما يبعث على عدم التفاؤل ان الممارسات الفاسدة متواصلة ,ولا من برنامج مطروح يمني العراقي ويفتح له باب الحلم بغد نظيف مشرق ودود تتسع فيه القلوب ليس فقط للذات بل لكل البشر ولكل الحياة...فهل هذا ممكن؟؟وهل يؤمل من جاء كالسهم الى الاسغلال وتصفية حسابات عقد وامراض نفسية واوهام ,هل يؤمل منه ان ينقلب بالكامل وينجب نفسه مجددا ليكون رجل تاريخ ونموذج ايمان ومجسدا لمذهب وبهذه البساطة؟؟؟ المعروف ان السلطة قد تفسد شاغلها ولكن بمرور الوقت ..اما ان يبدأبالاستغلال وبالكراهية فان هذا ما لا يمكن تسميته...ولا التكهن به,وغاية ما يأمله العقل من هذه النماذج ان يصل بها صحوها ويقظة ضميرها الى ادراك خطأ توجهها وفضيحة منهجها وتناقض سلوكها مع كل القيم والمباديء الارضية والسماوية...وبما جعل العراق اكبر حقول الاستغلال والنهب والتدمير في الارض ..وتلك حقيقة ستصرخ بها ذرات الرمال ولكن بعد زوال الكواتم الكبرى والصغرى..
|