لو..انتهى دهر الفساد في مناحيه المختلفة:المالية والادارية والسياسية والاخلاقية والوجدانية ......فان العراقيين سيعيشون بعدها اوقاتا مثيرة مع حرب الاسرار ,وسيتقلبون في الصدمات ,رغم انهم يعرفونها من قبل كطابع عام وحالة معاشة ..المفاجآت والصدمات ستكون في التفاصيل ...ولكن العراقي وهو يعيش تفاصيل ووقائع واساليب الفساد سيساوره الحرج والحياءمن انه كان غافلا وانطلت عليه لعبة تمزيق المجتمع بالطائفية ,بينما التفت الى الفساد بجانبه المالي والاداري ...بل ..ورغم رسالة الفساد في ميدان وحدة المجتمع كانت واضحة وجلية ,وباجراءات عملية ومنها اقامة جدران الكونكريت في المدن والاحياء لكي تعلن الفروقات والتمايزات الاجتماعية والعمل الايحائي والعملي على الفروق الطائفية ... سيكون وقتا مثيرا وقت حرب الاسرار والتباري في فضحها والعمل بمبدأ(علي وعلى اعدائي) وتتكشف ضحالة سياسيين وتفاهتهم وبما يثير التساؤل المحرج كيف انطلت كل هذه الضحالة وهذا الخواء وذاك الرخص كل هذا الوقت؟؟؟ البسيط من الاسرار تزوير التاريخ والسيرة الشخصية ,وتبديل السمعة العفنة والشذوذ الجنسي الى العفة والتقوى والطهارة ... ...ومحو ونكران التاريخ المثقل بالدناءة والوساخة والسرقة والاختلاس الى تاريخ من الامانة والنزاهةوالشجاعة في مقارعة المرتشين وعديمي الامانة ....وسيقف العراقي على حقيقة قامات حسبها شامخة واذا بها تزحف على بطونها وتقبل الايدي والارجل لاجل مصالح صغيرة ...وستتضمن حرب الاسرار حقيقة صلابة المواقف وعناد اصحابها وما هو الوجه الاخر وما طولها وحقيقتها وتقزمها ... الجدران الكونكريتية واحدة من الحالات التي ستكون موضوعا لحرب الاسرار,وان كان جذرها وعمقها ومغزاها اكثر عمقا وغموضا وجهدا في التخطيط والتنفيذ ...هذا رغم ان الجدران معروضة الهدف والمغزى في الشوارع وقدمت نتائجها سريعا وان كان طريقها ومنهجها صبور وطويل واخطر من سرقة ما يساوي ميزانيات دول وما يحيل الصحارى الى مدن سياحية للاوربيين ... بالنسبة للفساد المالي فان حرب فضح اللصوص لانفسهم ستبين للمواطن ان هناك شخوص وعناوين تبدو الابعد عن فرص الاثراء والنهب واذا بها في مواقع متقدمة من المنتفعين بالفساد ...وستكشف الاسرار ان هناك من يستسهل كما لو يشرب قدح ماءفي توظيف المقدس لمآربه ..وسيثير التساؤل الغاضب عما يفعلونه بكل تلك الثروات وما اذا رقت قلوبهم وخطر لهم حال الفقراء والمشردين واحتمال ان يخضعوا يوما للمساءلة والحساب وان عشقهم للسلطة قد تجاوز كل الحدود....حتى قال احدهم ان اعداء الاسلام اغبياء وفاتهم ان يشوهوا نصوص ورموز الاسلام بفبركة وابتداع اقوال وفتاوى ووصايا تسقط الشرعية وتكفر من يتهافت على السلطة ,لكي ينبري عشاق المال والسلطة في اثبات ان قائلي تلك الاحاديث والاقوال والنصوص هم من الشياطين التي تخفت واستترت بجلابيب الرموز ... الكل يعرفون الاسرار فقد كابدوا نتائجها ومع ذلك سيعيشون وقتا مثيرا عند تكشفها مع احساس بالحرج لاسباب ..انما احساس قد يعني يقظة اخرى وانعطافة نحو المستقبل.
|