يبدو ان انحدار وتردي الوضع الصحي بلا نهاية ..وان متاعب واستياء العاملين في المؤسسات الصحية سيجفف البلد من الأطباء ...ولا ندري أن كان الدكتور خميس السعد وكيل وزارة الصحة قد حزن وتشاءم مما هي عليه المؤسسات الصحية ؟؟ وما الذي فجعه في جولاته في هذه المؤسسات من إدارات غير مناسبة ومن دوام متواصل للطبيب ولايام حتى قد يغفو وهو يفحص المريض ,ومن شحة مواد وأجهزة ,ومن انعكاس لهذا البؤس الإداري على المراجع الذي بات يستهين بالطبيب ولا يتورع عن الاعتداء عليه وأهانته وباتت حكايا التعويض العشائري متداولة يوميا وبما يسهم في دفع الأطباء للهجرة ... المركز الصحي التخصصي لطب الأسنان في شارع المغرب ببغداد عامر بملاك طبي طيب ,فيه طبيبات وأطباء يستمدون رضاهم عن أنفسهم بما يقدمونه من مساعدة وعلاج للمراجعين ,الا ان المشكلة في هذا المركز كما في سواه في إنحاء العراق يشكو من شحة مواد علاج وإصلاح الأسنان ,وهو سبب اخر محفز على هجرة الكفاءات الطبية وبما انتهى الى الاعتماد على أطباء لا يصلحون لعمل تمريضي بسيط ... ويقارن العراقي بين عمل الطبيب قبل الاحتلال ونظيره بعد الاحتلال فيصاب بالخيبة ...وقد لا يتورع بعض أطباء أسنان اليوم ,لاسيما في المراكز والعيادات الشعبية الى العلاج بالقلع لأبسط الأسباب ,فضلا عن صناعة الأسنان الفاشلة ,فلا رقابة ولا كفاءات ولا مواد عمل ويتعين على العراقي ان يتدبر امره ويخضع لابتزاز العيادات الخاصة التي قد لا تكون افضل كثيرا من المؤسسات الصحية الرسمية ... ولا حل سوى بالالتحاق بجموع المرضى العراقيين الباحثين عن علاج خارج العراق ...وهذا الخارج قد يكون باطباء عراقيين مهاجرين... ونموذجه المصغر في المستشفيات الخاصة في كردستان حيث الأطباء أجانب اوقادمون من الخارج ,ويتبين أنهم أطباء عراقيين حصلوا على شهادة وتزكية بهجرتهم وبعملهم في الخارج... بقي التذكير بان المتضررين من فوضى وفساد وسياسات وزارة الصحة هم من المرضى والمنهكين ماديا ومن لا قدرة لهم على الفضح والإدانة مثل المتضررين من فساد وزارات أخرى .. وبما يكتم ويستر عيوب وفضائح هذه الوزارة ,ولم يتبق سوى التضرع واستعطاف المسؤولين لان يتعاملوا مع المريض العراقي برفق الحكومات الدمقراطية والتي تحترم الكرامة الإنسانية رفقها بالحيوان ...ام يصعب على بعض المتدينين التعامل مع مواطنيهم بمثل ذلك الرفق ... لتتواصل مأساة كبار السن وصغاره مع متاعب وتكاليف الأسنان التي لم تكن موجودة قبل حكم من يخافون الله.
|