انه مقترح لسجلات غينس ان تصنف وتبوب إحساس السياسيين ,ليحتل السياسي العراقي ,بنموذجه الطائفي قمة دائمة في هذا السجل ,ويكون هذا السجل قد أسهم في رسالة إنسانية بتبصير وإيقاظ الأفراد والشعوب والمجتمعات وإعادتها الى إنسانيتها ... وهو أمل ندرك سذاجته واستحالة تحقيقه في ظل هذا العالم الأمريكي الذي يحسب لكل بشر الأرض مصائرهم ووقت حصولهم على المكافأة والعقوبة ..ومتى يفوزهذا العنوان وذاك الفريق ومتى يخسر, ولا صعوبة على الكومبيوتر... طوح الاحتلال بالعراق وقذف به إلى خراب ينتج نفسه ويتجدد الى النهاية ..ومن أدواته سياسيين مولودين بنقص ولأدي بالإحساس ... فقد يكونوا حائزين على كل مظاهر وشروط اللياقة والقدرة ولكنهم بلا أدنى شعور بالإحساس ..وبلا ضمائر يمكن ان تتوجع وتتألم وتندم وانفصل فيهم حتى الشعور الديني وبدا بعالم لا يتصل بالإحساس والشعور بالآخر ,بلا ملكة للعدالة والإنصاف والشعور بما يتركون من عواقب كارثية ...وعلم النفس والتربويون يعرفون مثل هذا الكائن الذي لا يعبأ ولا يلتفت لمخلفات وعواقب سلوكه وأعماله .. وثمة عوائل تشكو من بعض أبنائها ممن يتغاضون عما يثير القرف ...والسياسي الذي اعتمده الاحتلال عن دراية لأدق عاداته ونزعاته ونزواته وتطلعاته اشترطت فيه انعدام الإحساس ,وفعلا فقد أكد لهم في هذه السنوات صحة ودقة الاختيار ...فأكثر من عشر سنوات والعراق ينزف بغزارة .. ينزف دما وثروة وفرص حياة, ينزف المعنى من الحياة,ولم يعد مسغربا ألا يلتقي الأخ أخاه لشهور وسنين وان كان مجاورا له , ولا ان يبيعه ويبيع أهله وقومه , فما هو فيه يصرفه ويبعده عن المجتمع ..وان أكثر من عشر سنوات وليس فقط لم يقم مصنعا جديدا ومشروعا اعماريا وقفزة في الثقافة والتحضر والبناء بل لم يصلح مصنعا خربوه, وتضاعف عدد المشردين والمتسولين والى اخر قائمة الخراب المقترنة بأكبر المداخيل والميزانيات ومع ذلك فمن السياسيين المختارين بالكومبيوتر لم يقترب الإحساس بهم من المأساة التي تفطر وتشقق وتسحن الصخور... لم يشفقوا على المريض والمشرد والمخنوق بقبضة عصابات الابتزاز... فهل عرفت البشرية من قبل بشرا بهذه البلادة وموت الإحساس والضمير والإيمان؟؟؟؟ من دلائل وعلامات النقص الولادي بالإحساس أنهم لا يدرون فعلا بعواقب أفعالهم .. وان الاعتراف البسيط بالفساد وضياع المليارات والفرص العظيمة فإنما هو اعتراف للتخفف من مسؤولية قد تشملهم ..فهو اعتراف من باب الاحتياط لا اكثر ..والا ..فلا يعبأون بمصائر الناس .. وان غياب هذا الجانب عن عيونهم يدفعهم لاغراء الضحايا للوقوف الى جانبهم والتمتع بما سيقدمونه في المستقبل .. فهو أحساس لم تعرفه البشرية ولن تعرفه ويشكل اثباتا عمليا على مفعول السلطة على عشاقها ,لاسيما الامن المطمئن في ظل اكبر قوة في الأرض ولا يدري ان حسابات السياسة غير حسايات غيرها, وان هي الا رمشة عين اذا تطلبت المصالح ... والى تلك اللحظة فان أمام سجلات غينزان تسبق المنظمات الدولية الصامتة وتسجل ما يتجلى في سياسيين عراقيين.
|