هل نتوقف هذه الأيام طويلا أمام العراق نملأ فيه عيوننا وقلوبنا قبل ان يتفتت ويتشظى ويغدو في إخبار الماضي؟هل نكتفي بإلقاء النظرة الأخيرة قبل تشييعه الى مثواه الأخير؟؟ام أن الأجدى والأفضل لنا وله ولدواعي الخير والإيمان ان نجلس سوية ونتكاشف ويقول كل طرف ما يخبؤه ويخشى طرحه ؟؟قالت الأديان وكتب السماء وحكمة الحكماء وكل من تبوأوا مواقعهم السعيدة والعظيمة وكانوا موحدين لشعوبهم وأممهم بان الحقيقة يد إنقاذ وعنصر نجدة وجهة ترشد الى الطريق الاصوب دائما ,شرط ان يكون المتكاشفين وطالبي الحقيقة شجعان وأقوياء ويتوفرون على النية والقصد الطيب والمتطلع لحل ...فهل هذا ميسور والعراق في وقته الحساس والحرج وقرع طبول الحرب تضج والنعيق يتصاعد ..والجهلة والعميان يرون ما تضعه مخيلاتهم وتطلعاتهم المريضة فقط وتحجب عنهم المصير الأسود للعراق ولأنفسهم ...؟؟؟ وصول اي بلد لحافات الحرب الأهلية ,يعني مروره بأخطاء وممارسات وقناعات باطلة ..وان جميع مواطنيه يسهمون بقدر او آخر في ذلك ..فلا حرب أهلية بلا إيغال أطرافها في غوايات ووساوس وشطحات في أدمغتهم ..وبلا تطلعات رديئة وفاحشة...والاهم بلا تيبس وجمود في الأدمغة وانغلاق كل المنافذ والحلول غير التي يأتي بها السلاح والموت... ولكن الصخور في مثل هذه الرؤوس والتي لا تعرف حلا الا بالعنف لا يمكن في هذا الوقت الحرج ان تتحول الى أمخاخ وعقول تفكر وتتكاشف وترى الحقيقة ...وتبدأ بالحكمة من ان الإنسان بن الخطأ ...وان فيه الفجور والتقوى ....فيه الملاك والشيطان ,وان النفس لأمارة بالسوء ...ولكن إلى هنا وكفى ..فحتى لعب الخمرة في عقول الرجال لها حد لا تتجازه ولا تنتهك حرمته وإسراره... والى هنا وكفى فالعراق ووحدته وعمقه وبركته يدعو لليقظة.. وللنفس الحرة ان تنتفض ولقامات الرجال ان تغتسل من ادرانها بالذود عن وحدة المجتمع وزهو الوطن ...مقتنعا انه كبير بعدد مواطنيه الذين سينقذهم من الشقاء والتشرد والموت ... هل يتوجب ان يعفو ويغفر الجميع للجميع كمقدمة لجلسة المكاشفة والاعتراف؟؟؟وهل يشترط بهذا اللقاء الذي سينجب الكبار بقدر صدقهم وشجاعتهم ان يكون امام الشعب والعالم وعلى الفضائيات ويسجل في التاريخ ان إنقاذ البلدان يمكن ان يكون بفعالية ثقافية ؟؟؟ أنها أحلام يقظة...؟؟ ربما...فإنقاذ العراق يحتاج إلى رجال حلم...ولكن ...هل كان العراق مصدرا للتعريف بان الحياة سلسلة أحلام تنتهي برقاد الموت او بتمزق العراق؟؟ سنحلم ونتفاءل ..
|