مضر جلال خيربك
تنشر المستقبل العراقي مقال الكاتب السوري لما له من اقتراب من الواقع العراقي، ولتقارب الهجمة التي يعانيها البلدان الشقيقان، سوريا والعراق، من دول متخلفة، وفضائيات الفتنة، والأسلحة التي توجه إلى صدور الأبرياء في البلدين.
إن ما نشهده ونعيشه من اضطرابات تحدث في بلدنا الغالي، يُدمي القلوب، مما جنته أيادي الغدر والخيانة القادمة من خارج التاريخ... فيا لله وللزمن، متى اعترض الريب في سوريا حتى أصبحت تتعرض لمثل هذه المؤامرات الشيطانية!! ويا عجباً من زمن أصبح القاتل والخائن فيه داعياً للحرية والإخاء والمساواة، وبوقاً لقوى إجرامية تدَّعي مناصرة العرب، بإحداث ثورات يزعمون أنها صادقة عفوية لأجل تحرير الشعوب العربية! القتلة المارقون في سوريا: ينفذون أوامر أعور ثقيف الوهابي الفاجر، الذي يمتلئ قلبه كفراً وغيظاً وحقداً على سوريا الصامدة الصادقة في محبتها لأشقائها العرب، لأنه يأبى أن يرى شعباً عربياً مخلصاً يلتف بكل محبة وصدق حول قائده: الرئيس بشار حافظ الأسد حماه الله. فقرر السعودي العَفِن الأشر، أن يتفق ويخطط مع إخوته رعاة البقر وأبناء المزامير، للإيقاع بين أفراد الشعب السوري، فاستمالوا واشتروا لذلك: الخونة وضعاف النفوس، والسذج الجهلة الأغبياء الذين ظنوا أنه سيعطيهم حرية يعتقدونها حقيقية وفق ما غُسلت به أدمغتهم، ووفق ما تكذبه وسائل الإعلام الغربية، عن ديمقراطيتهم التي يعيشونها!!... عِلماً أن القاصي والداني يعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دولة في العالم تمنع المواطنين حقوقهم، وتضيق عليهم الخناق يوماً بعد يوم، وتراقبهم وتتنصت عليهم في كل لحظة وحين، لا بل وهي تحتقر مواطنيها بكل ما تحويه الكلمة من معنى، وتقمعهم ليلاً ونهاراً، وتحرم عليهم ما يتمتع به حتى شعوب العالم الثالث. فأمعن أعور ثقيف في غيِّه، ظناً منه القدرة على ضرب اللحمة الوطنية المثالية في سوريا، واشترى الأرذال بأمواله الملطخة بدماء الأبرياء، ودربهم على الأسلحة الآثمة، ثم أرسلهم إلى سوريا لتشكيل خلايا قتل وإجرام. هذا الإرهاب الممنهج، والإجرام المنظم: نبتت بذوره الخبيثة في السعودية، فهذه المملكة هي: الشر المقيم، والشيطان الرجيم الذي بات يهدد كوكب الأرض، فحكامها هم أساس البلاء العالمي، ومعدن الإرهاب... كم من الوقت يتوجب على أبناء الحجاز الانتظار لينهضوا بوجه هذه الطغمة النفطية الإجرامية!!... وكم من الزمن يحتاج رجال الحجاز ليستيقظوا من سباتهم الذي طال كثيراً!!... أما إن آل سعود قد طغوا في الأرض وهم من المعتدين، فهم وأتباعهم قد اجتمعوا على الباطل أكثر من اجتماعنا على الخير، وهم متفقون فيما بينهم، ونحن ننهش بعضنا البعض!!... لماذا لا نتفق على خير الأمة، كما اتفق آل سعود على تدميرها وإذلال شعوبها والقضاء على تاريخها!!... ولماذا لا يتعاضد شعب الحجاز ويخرج على الطاغية الوهابي، كما تعاضد أبناء مردخاي لإذلالهم والنيل من مقدسات العرب والمسلمين!!... إن ما خططت له الرياض في سوريا قد فشل بحمد الله، وذلك لوعي شعبنا، ولقوة جيشنا العربي السوري العقائدي الباسل، ولحكمة قائدنا الرفيق المناضل بشار الأسد الذي لم يسمح لأعداء الوطن بالتعدي على ذرة تراب منه... السعودية كان هدفها الوحيد إسقاط النظام السوري، فقط لأن الرئيس الأسد قد كشف شرهم للعالم أجمع وأذلهم وأخزاهم وأركسهم في فتنتهم... فيا آل نحوس يا إخوان اليهود: هيهات أن تلحقوا بغبار ركب الأسد، وهيهات أن تصلوا للرفعة والسمو أبداً، فما أنتم وأتباعكم إلا: (جُفاة طغام، وعبيد أقزام، جُمِعوا من كل أَوب، وتُلُقِّطوا من كل شَوب، ممن ينبغي أن يُفقَّه ويؤدب، ويُعلَّم ويُدرَّب، ويُولَّى عليه، ويُؤخَذ على يديه)، ولستم من سلالة المهاجرين والأنصار، ولا من ذرية الذين تبوؤا الدار والإيمان، وما أنتم إلا كأسلافكم يهود خيبر الذين اشتهروا منذ الماضي السحيق وحتى اليوم، بكفرهم وفسقهم وقتلهم الأبرياء، والاستيلاء على حقوق الغير، ورمي الفتن والأكاذيب والأباطيل... دماء شهداء سوريا الأسد الأبرار لم تذهب هدراً، لأنهم سقوا بها شجرة الوحدة الوطنية السورية الباسقة، وأعطوا مثالاً للتضحية والكرامة والفداء، وأصبحوا منارة للأجيال القادمة كعنوان عز وشرف وإباء، وارتقوا إلى العلياء مطمئنين فرحين بما لقوا من ثواب جزيل من رب رحيم. لعن الله كل من ساهم بهذه الفتنة العمياء الصمَّاء، المطبقة المظلمة، التي عَمَّت خطتها، وخصَّت بليَّتها، وأصاب البلاء مَن أبصر فيها، وأخطأ البلاء مَن عَمِيَ عنها. علينا الصبر والثقة المطلقة بأنفسنا وبوطننا المنيع وبجيشنا العظيم وبقائدنا بشار الأسد، وبقدرتنا على تجاوز الفتن والمحن والصعاب.ولذلك... يا شعب سوريا العظيم: عليك أن تشق أمواج الفتن بسفن النجاة، وحافظ على وحدتك وصمودك، وعلى المحبة التي هي عنوان السوريين عبر العصور.ويا يهود خيبر الخليج: عَرِّجَوا عن طريق المنافرة، وضَعَوا تيجان المفاخرة، فقد أفلح من نهض بجناح، أو استسلم فأراح. موتوا في غيظكم، فها هو ذا الشعب السوري بأجمعه قد فقأ عين فتنتكم، وأثبت كما في الماضي، التفافه حول قائده الذي لا يرضى عنه بديلاً مهما حاولتم، لأننا أصحاب الكلمة الصادقة الوفية، ونحن الذين سنقاتلكم يا عُبَّاد الشيطان حتى آخر نقطة دم تجري في عروقنا، فنحن نعلم أننا على جادة الحق، ونعلم أنكم على مزلَّة الباطل...ولن نسمح لكائن من كان أن يضرب وحدتنا الوطنية، لأننا سندافع عن أنفسنا دفاع الوجود كما قال القائد المؤمن حافظ الأسد: (فكل كائن يتمتع بصفات الوجود، يستبسل في الدفاع عنه إذا ما تعرض للخطر، ودفاع الإنسان عن وجوده يأخذ بالإضافة إلى الدفاع عن الوجود الحي، دفاعاً عن الكرامة والعزة لأنها جوهر الوجود الحي، من هنا يتمثل الإنسان في سوريا عناصر وجوده، المرتبطة بالأرض والمصنع، والمستمدة من الحاضر والمستقبل).
|