محظوظ هذا الرجل الذي يعشقه المنصب..فقد زهد به واولاه ظهره فراح المنصب يركض وراءه ويتمسح به ...فقد كان الرجل في منصب اعلى وارفع ولا ينافسه عليه المسكونون بالكرسي ومشاعر النقص ,وفقر الجاه...والمنصب هو قلوب الناس ,وهذا الاجماع الشعبي على انه العراقي الذي يمتليء بالعراق وليس باي عنوان اخر ...وذاك هومن قوانين الحياة ...فالكثير من الامور تقول ان الزهد بها يشحنها لتركض وراء الزاهد ..حتى شملوا بمزاحهم السعادة والمرأة والمنصب فهذا الرجل الذي اسهم مع اخر في تدشين ثقافة الاستقالة من المنصب قد فاز وكسب اعجاب وقناعة وقلوب العراقيين ووجدوا فيه المنقذ من حالة الغثيان الوطني جراء هذا التهافت والاستقتال على المناصب والاستعداد لنحر وطن لاجلها.... الطائفي لا يزهد بالمنصب ,المنصب المعنوي او المادي. ويطلبه ويلهث خلفه ,وينسى كرامته ودينه ونفسه ولا يلوح له حتى سواد مصيره من هذا التهافت والذل والتسول ... العراقي المهموم بعراقه وبنفسه يلتفت في محنته ويتطلع الى ذلك الرجل ...وهذا غاية ما يبلغه المرء من حظوظ ..قبول واعجاب وثقة الناس ...ويقولون ان حاجة المنصب العراقي لرجل يزهد به ويحلق فوقه ...ولا يجلس على كرسيه الا من اجل تسخيره وتوظيفه لمواطنيه ..فيحلق,حينئذ, مع المنصب في ذروات الغبطة...وهذه حالة..الغبطة..لم يقترب منها ولا يعرفها ذباب الكراسي ودبقها... لم يعد خافيا هذا الصراع على المناصب والمواقع ...وصارت التيارات الداخلية القاطعة لبحر السلطة تطفح اعاصير ويتوقع لها ان تتجاوز تسونامي وغيره ..الا ان هذا الزاهد المترفع ظل في ركنه الحكيم يتفرج ويختلج بالافكار ...وربما يضايقه ويزعجه ان يدخل اسمه في سوق التداول السياسي ..وفي ميدان الدعاية ويرغم على امتثال صمته ...بصمت.
|