الحرب الاهلية مرة ,ولا يرغم عليها الا ما هو اكثر مرارة منها ..والاعداد لحربنا الاهلية وتصاعد النعيق وتشاؤم الجميع من نذرها تضع العراقي على صفيحها الساخن وفي موقف يرغمه على التفكير ,الا انه لا يجد منطقا لاندلاعها ؟؟؟نعم ..لا حرب اهلية بمنطق سليم ...ولا حرب اهلية بلا حماقة ,وبلا منتفعين منها ..وبلا جهل وتعصب وخرافة ...الا انها ايضا بواجهات وشعارات وذرائع معينة يتزود بها وقودها وادواتها من الرعاع الا ان هذه الحرب المراد لها ان تندلع ...في العراق وحدها التي لا يمكن افتعال واختراع وفبركة اسباب ومسوغات لاندلاعها. واذا كان البشر مجبولون على التواصل والمحبة ,فانهم مجبولون ايضا على الخلاف والاختلاف وتوالد الحساسيات وكل ما يشعرهم بذواتهم بالسلب والايجاب ...وما زالت مجتمعات اوربية في قمة الحضارة والتمدن ومع ذلك تتحسس من بعضها البعض وتفرزها على نحو ما ...فتنعت تلك المدينة بالجبن او البخل او الخرافة .....ربما من اجل شعور المدينة المهاجمة بانها اكثر شجاعة او كرما او علمية ,اي لان تشعر بالتماسك والانتماء ...وهذا النزوع الطبيعي في حده الادنى في العراق ..فالعشائر متفاعلة ومتفاهمة وتتبارى في الوفاء والغيرة والشهامة والوطنية وكذا بقية التشكيلات والعناوين ...وان الطائفية على وضوخ عنوانها الا انها لم تقترب يوما من درجة العدوان ولم يسجل المجتمع حالة احتراب واحدة لسبب طائفي ,هذا على تفشي الامية والجهل والبؤس والخرافة ...فعلى اية عوامل واسباب وادعاءات يراد لحرب اهلية عراقية ان تقوم ؟؟؟ الجهلة في العراق كثيرون والمنتفعون اكثر والمعروضون للبيع والشراء شكلوا ظاهرة ...وفضيحة المتعصبين الطائفيين دوت في الافاق ممن يجهلون تاريخ الاسلام وممن لم يطالعوا نهج البلاغة ولا عرفوا اواصر وصلات صحابة النبي ببعضهم البعض ...ولكنهم جميعا لا يكفون لتفجير حرب اهلية ...فهل يتوجب البحث عن جذورها الخفية في دهاليز اللعبة الدولية؟؟وهل بوسع هذه اللعبة ان تفعل شيئا بلا رهان وبلا اعتماد على عناصر ومناخات وعوامل داخلية عراقية توظفها في لعبتها؟؟؟ يقال ان اللعبة محكمة وتنطلي على الشيطان ومن بين اهدافها ان تتولى جميع الاطراف ,وكل في وقته ومرحلته,في تشويه نفسها بنفسها وغرس عوامل الكراهية وايغارالصدور لاداء فصل مغاير ...قسوة وقسوة مقابلة وانتقام وانتقام مقابل وببرنامج ...فهل يصحو الجميع ويعودوا الى انفسهم ويقلبوا المعادلة وتكون مرحلة لاقامة النموذج القوي والسعيد والمتفوق ويلفت نظر البشرية لتهتف انها اخيرا رأت النظام الافضل لحياة سعيدة تفضي لاخرة سعيدة؟؟؟
|