د . هادي حسن عليوي
عندما تمر الاوطان بمحن كبيرة يأخذ المثقفون والمبدعون والعلماء ورجال الدين الحقيقيون دورهم في التصدي للمحن بأقلامهم ، بأصواتهم ، بأشعارهم ، بأغنياتهم ، برسوماتهم ، بأفلامهم ، بتمثيلهم ، بتجمعاتهم .. ويأخذ رجال الدين الحقيقيون دورهم في المواعظ ورفع المعنويات وتقوية الثقة بالنفس وبالله وشحذ الههم للدفاع عن الوطن ، مثلما يأخذ القادة دورهم السياسي الوطني وبتوحدهم لدر أي خطر يواجه الشعب والوطن ، بحكمة وعقلية متفتحة ، ووحدة في الموقف والعمل ، وتأخذ القيادة العسكرية دورها في الدفاع عن الارض والسماء والمياه ،والشعب أولا .. والصورة الحية الحالية المجسمة أمامنا للمثقفين ، هي صورة شعب مصر الشقيق في محنته الاخيرة ،ودور المثقفين الشجاع ، وكيف نجحوا في وقفتهم الجبارة وأسقطوا الشر .. في عراق اليوم ، ما يثير الاستغراب ان الكثير من مثقفينا يروجون لثقافات الطائفية والكراهية والتقسيم ، ولا نجد من يرد على هؤلاء ،وكأنما الامور مسلم بها ،بل مثقفون اخرون يشتمون العراقيين وينعتوهم بشتى النعوت السيئة ، ولا احد يقول لهم أخرسوا ،.. فيما ظل المثقفون العراقيون الحقيقيون بمختلف صنوفهم ممثلون حقيقيون للثقافة العراقية الاصيلة ،ونذروا أنفسهم للمواطن والوطن ، مثقفون اخرون وعوا الدور وبدؤوا يقفون الى جانب شعبهم ، يستهزئ بهم ويشهر بهم ويشتمون بصوت عال ولا من مرد .. فهل حقا نحن شعب الحضارات ؟ أم هي كذبة كبيرة عشناها طول السنين ؟ ماذا نقول لرموزنا الوطنية في تاريخنا المعاصر ؟ ماذا نقول لأبنائنا ؟ ماذا نقول لبناتنا وهن يحرقن أنفسهن أو ينتحرن لاغتصابهن من قبل اجلاف لا يستحقون الحياة ، ماذا نقول لسيدنا رسول الله محمد (ص) وهؤلاء يبيعون الدين والشرف والوطن بلا ثمن ؟ منذ 1400 عام ونحن ننزف دما غزيرا ، ونصرخ بقوة ( لبيك يا حسين) ، ومثقفينا الجهلة الساقطون مازالوا لا يفرقوا بين ثورة الحسين وعدوان الشمر ، ماذا يقول علينا التاريخ ؟ ماذا نقول لهذه الجموع المقاتلة وهي تهدر للعراق والوطن ، ولن تتوقف مهما بلغت التضحيات ؟ وماذا ، وماذا ، وماذا ؟ هل سقطوا في وحل الهزيمة ، قبل ان تأتي ؟ هل هؤلاء الذين يتاجرون بالوطن والمواطن مثقفين حقا ، أم هم خونة بلباس مثقفين ؟ أم هم مطية جهلة ؟ وخدام للدولار ؟ ... وجف الحبر ، فليستحوا على أنفسهم ان بقت حياء عندهم .. وعلى جميع العراقيين الحقيقيين أن يردوا بقوة على اي كتابة يشم منها الخذلان والطائفية والكراهية وتقسيم العراق ، وأغلقوا افواه السقوط ، ولنعش احرار ..
|