اخوان احدهما اشقر اللون والثاني اسمر غامق ..كما ان ملامحمها وسماتهما مختلفة ,ومع ذلك تصل الشفره ويهجس الاخرون اخوتهما ..وقد يعلنون عجبهم لاخوة بهذا الاختلاف . وما تودعه الارحام وما تحمله الدماء ,تودعه وتحمله العاطفة العميقة الصادقة ...وكذا الافكار والطباع ... والكثيرون وجدوا انفسهم انهم يمتثلون قدواتهم وامثولاتهم في الفكر والمجتمع وميادين الروح ... ووشت شفرة الوجدان ما وشى به الدم والرحم ..وان الامثولات والقدوات ونماذج الروح اكثر وضوحا في تاثيرها من غيرها ..ويجد المريد لعملاق الروح ولبرج الدين ولعمود الفلسفة والادب وقد تماهى به في تفاصيل ودقائق تصرفه وسلوكه وافكاره.. شاع النموذج الذي يدعي ويزعم ويتظاهر بالاعجاب بهذا الفكر وذاك المبدأ وتلك الايدولوجية...بهـــذه السياسة وذاك القطب الديني ,وبهذا الامام. والاكثر شيوعا ووضوحا وما صار لافتة لمرحلتنا هي الطائفية وتداول رموزها ...الا ان الكثيرين قد الحقوا بادعاءاتهم ومعارفهم الدونية والوضاعة ولم ينزلونها منازلها الرفيعة... وقد شخصها الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه عندما قال بان اوضع العلم ما وقف على اللسان ,وارفعه ما ظهر في الجوارح والاركان .. فما الذي ظهر على ساسة يلهجون بالامام ليل نهار؟؟بل الامام اوصى بالقصاص العادل بقاتله ,ابن ملجم دون ان ينسى ديدنه في العفو وتذكير ولديه بحسنة العفو عن ذاك القاتل .... فهل امتثل بعض الساسة زهده وشجاعته وغيرته على الاسلام باظهاره كما في جوهره سعادة للبشر في الدنيا والاخرة؟؟؟هل ابهروا البشرية بحكمة مستمدة من امثولاتهم ,واقاموا دولة لا ينحاز فيها الحاكم الى اقاربه كما الامام علي مع اخيه جعفررصي الله عنهما؟؟؟ العجيب ان هذا النماذج المتطفلة على اسماء الائمة الاطهار لم يخرجوا عن حدود السنتهم وشعاراتهم ولم يحاولوا مجرد محاولة تمثيلها وتقليدها ...ولا مثلوا ولا قلدوا المحتل ومعالم من ثقافة امريكا فكانوا من ذلك الفصيل الذي وقع في قبضة نفسه واهواء قلبه ... بل في قبضة كراهيته...وان ما ينزل في العراق من نوازل لا يعنيهم الا بقدر ما يتهدد مصالحهم ... يستطيع المرء ان يجزم بان الكثير من تجار الطائفية لم يقرأوا نهج البلاغة ولا تعرفوا على الامام وقد يعاني صعوبة في فهم ما يراه على ضوء شخصية وقول الامام علي ... والاكيد لا يمكن انتظار ان تصله الشفرة التي ارشدت الى اخوة المختلفين. وتلك التي يتماهى فيهــا المحب بمحبوبـــه...ويتجسد في الجوارح والاركان.
|