د . هادي حسن عليوي
تؤكد كل القوانين على اخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي ، وهي الموضوعية والمهنية ،والأمانة ، ونقل الحقائق كما هي ، من دون زيادة أو نقصان ،بعد التأكد من صحتها ، وتثبيت مصدرها ،ومحاولة عدم نقل الاخبار من اي مصدر يشك فيه .. وأمام السرعة والتطور الهائل في تقنيات الاتصال أصبح السبق الصحفي قد يؤدي الى نقل الاخبار قبل التأكد منها ،بل الأنكى من ذلك التعدد الكبير في الوكالات والمواقع والصحف الالكترونية ، والضخ الهائل من الاخبار والتقارير الصحيحة وغير الصحيحة ، وحرب الشائعات ، ادى الى المنافسة غير مهنية .. وهناك الكثير من الصحفيين الشباب ، ومحبي الظهور ، والوكالات المعادية للعراق ، والأخرى التي تعتمد في تمويلها وهباتها على اعداء العراق مما أدى الى اختلاط الحابل بالنابل ، ووضع المواطن في دوامة الاخبار والشائعات ، ولم يعد يميز بين الحقيقة والوهم. اجد انني امام كم هائل من الاخبار والمعلومات المتناقضة ، فكيف العمل؟ زملائي الصحفيون : ـ لا تنقل خبرا بدون الاشارة الى مصدره ،والتأكد من ثقة هذا المصدر والإشارة اليه في نفس الخبر .. ـ لا تجعل من السبق الصحفي هدفا ، بل وسيلة للوصول الى الحقيقة. ـ لا تخلط بين افكارك وتوجهاتك وبين نقل الحقيقة .. ـ لا تنقل خبرا من مصدر لا يعلن عن نفسه ، (صراحة وباسمه أو موقعه الوظيفي). ـ لا تعيد صياغة الخبر تحت اية ذريعة في ظروف الازمة ، وبالتالي قد يؤدي ذلك الى تفسير اخر لا يخدم الوضع الحالي .. ـ تذكر انك تفقد ثقة المواطن بك ، أو تفقد قيمتك وسمعتك ، أو تضر بوطنك وشعبك ، بنقل خبر دون التأكد منه .. ـ مهمتك اليوم نقل الاخبار التي تدعم اعادة الامن للعراق ، وليس اثارة الفوضى والطائفية .. وتعزيز وحدة العراق ، ولبس تشرذمه .. ـ لا تكن بوقا لأي مصدر كان .. بل كن صوتا عاليا وحقيقيا لوطنك .. ـ لا تجعل معارضتك لشخصية سياسية ، او مسؤولا أو كتلة معينة ، لنقل اخبار أو تضخيم أو فبركة الاخبار ضده أو العكس ، وبالتالي يؤدي ذلك الى خطر غير محسوب .. ـ لا تجعل من انفعالاتك الوطنية والمذهبية والمناطقية تؤثر في نقلك الحقيقة كما هي ، من دون اضافة أو حذف أو تغيير .. ـ ثبت تاريخ الخبر ووقته ، فالأخبار متسارعة ، وبالتالي يصبح خبرك بعد ساعة قديما .. ـ لا تنسى أمن وطنك وشعبك في نقل الاخبار أو الاحداث .. ـ أرفض بقوة نقل الاخبار الملفقة عن وضع الوطن والشعب وقواتنا المسلحة .. ـ تذكر انك في الشهر الفضيل ، فاستثمر كل معاني المحبة والتوحد لأبناء شعبك دون تميز .. ـ لا تشتم طائفة أو قومية من أطياف الشعب العراقي ، بسبب موقف أو كتلة سياسية معينة ، فالشيعة ليسوا ميليشيات ولا عملاء لإيران ، والسنة كأشقائهم الشيعة ليسوا عملاء ولا داعشيون ، والأكراد أشقاؤنا وشركاؤنا في هذا الوطن ، وتصريحات بعض سياسيو الكرد تعود لهؤلاء السياسيين ، ولا تسحبوا هذه التصريحات والأعمال على أشقاءنا الكرد ، ولا تعتبروا تصريحات أي سياسي سني انها تمثل وجهة نظر السنة ، مثلما السياسيون الشيعة فيهم الصالح وفيهم الطالح الشيعة .. ـ كونوا صادقين وأمينين وشرفاء في نقل الحقيقة لشعبكم ..
|