جاء في الحكاية القديمة ,ان وحشا اسطوريا ابتلع ذلك الانسان الذي كان نائما ,وواصل نومه في جوف الوحش ..فما كان من البطل الاسطوري الا ان يهجم على الوحش ويشق بطنه ويستخرج ذلك الانسان برفق ولا يوقظه ..وبعد ساعات استفاق ذلك الانسان وطالع برعب جثة ذلك الوحش ...فقال له منقذه ان هذا الوحش الذي يرعبه ميتا كان قد التهمه ...ففزع الرجل وسقط ميتا من الرعب ... سياسيون عراقيون مع مواطنين كثيرين عندما يستفيقون ويصحون بعد دهور ..وربما مع حلول الوقت الامريكي المقرر لكشف الاسرار..سيفزعون من انفسهم ويرتعبون مما اقترفوه بحق وطنهم ومواطنيهم ودينهم ..وقد يحتاجون لزمن طويل لاستيعاب وتصديق انهم فعلوا ,حقا,ما فعلوه ...وسيستعيدون المشهد الكابوسي ..مبتدئا بضربة مهولة على رأس العراق ...وباقامة المشهد اللامعقول من الخراب ولكن باخراج كوني وبارع ليبدو طبيعيا ومقنعا ..ويغدو البلد نهبا لحواسم الداخل والخارج ..مع نمو وتطور العرض ومع مايشبه الاغماءة او التنويم المغناطيسي وتواتراللامعقول على انه معقول ولا يثير حتى السؤال ...المظلوم ظالما ,والظالم مظلوما ..والزاهد جشعا ,والجشع يغدو كله انياب ...والمريد للمتقشف يبيع امثولته وقطبه بقائمة كرسي ... و..ماذا؟؟مارد الجحيم طلع من قمقمه الى الارض وعاث وفسد الى ان ارتوى وتجشأ ووقع على قفاه ارهاقا ...الا ان سكارى المرحلة ومن هم في جوف الوحش ..وكل السادرين مع ما مرسوم لهم من ادوار سيتساءلون عما اعماهم وسطلهم وسوغ لهم اقتراف ما اقترفوه ...وقد يصعب عليهم حتى تسمية الوقائع والاحداث باسمائها ..ومع ذلك قد يموتون خجلا وحياء مما سيصعقهم من ذكريات .. القسط الاكبر من اللغز يكمن في جعل اللامعقول معقولا وعلى نحو طبيعي وتلقائي ...ربما لان المشهد كوني ..وربما لان الابطال في العرض المسرحي كبار وكبار وصمتهم يسري وله عدوى ويحمل عراقيين على التشارك الوجداني مع ابطال الاخراج الكبار وجمهور المشاهدين تحت ايحاءات واضوية الاعلام فرأوا اللامعقول معقولا ... ما المأساة التي لم تحل بالعراقيين؟؟ هل قصدت اطراف المخطط ,من بين ما قصدته ان تسبر اعماق وتعرف حدود عديمي الاحساس عندما يولون السلطة؟؟ . وما الذي يحل بالدولة عندما يشغل مواقعها ممن هم الابعد عن متطلباتها وشروطها؟؟؟ افتراض اختصار وقت الكتمان على الاسرار ,,والاسراع في كشفها ..هل سيموت السياسيون خجلا وحياء عندما تتجلى لهم لا معقولية ما اقترفوه وتتفتت قلوبهم على ما حل ببعض العراقيين؟؟؟انما كائنات تعاني من نقص ولادي بالاحساس لن تموت حياء ,بل ستأسف لعدم تحقيقها المزيد .
|