الديالكتيك ,ومن بين ما يعنيه, علاقة بين السلب والايجاب ,بين الشئ ونقيضه بين ذروة ووادي ...بين حالة ونقيضها ...ونقولها شعبيا بان بعد الشدة فرج ,وانها ما ان تشتد حتى تنفرج ..فذروة الجبل تفضي الى السفح والنزول ... ربما كان الشر مشمول بهذه القاعدة ...وانه ربما وصل ذروته واستفذ طاقته وعاش كل عمره وما عاد له سوى ان ينحسر ويتراجع ...ويعرف المراقبون للعراق انه لا ضرب من الشر والفساد والقسوة لم يرتكب في العراق وان العراقيين كانوا ادواته وضحاياه ,وانه لا صخر لم يتشظى ويتفتت عطفا وشفقة وحزنا على عراقيين ... فهل ,اذن اخذ الشر كامل مداه واستنفذ اخر قطرة فيه لكي يختفي ويفسح المجال لنقيضه لان يكمل عملية الجدل؟؟؟ ولكن هذا شر بلا مثيل ...ويدشن حالته في العراق ...وربما تفاجأ مخرجوا (الفوضى الخلاقة )بنجاحات ونتائج تفوق كثيرا احلامهم وتصوراتهم ...وان اعرق واثرى بلد قد ادى الدور بافضل مما كان سيؤديه بلد لقيط ومدقع وتناهشته الضواري الداخلية والخارجية ,وبدون ان يهتز عرق في ضمير .. وخفقة من حياء ...واختلاجة خوف من الله...فهو الشر الخالص ...فهل مثل هذا الشر عمر ووقت وحد؟؟؟واذا كان التواطؤ الدولي قد جهزه ومده بعناصر الديمومة واسباغ (الاعتيادية والقبول )عليه هل يعني استمراره بلا نهاية؟؟؟ قانون الحياة يقول انه لا شيء بلا نهاية ...وان اشتداد الازمة يبشر بانفراجها ..فهل ننتظر الفرج ام ان هناك ذروة لم تبلغها؟؟؟ ملايين العراقيين ملأوا الارض كلاجئيين ومشردين ...وتفطرت القلوب والصخور على ويلاتهم وسباياتهم,ولحظات فراقهم ...وسجل البلد رقمه القياسي في توقف قلبه في جانب التنمية ... بل ولم تفلح كل هذه السنوات في اعادة التيار الكهربائي منتظما..ولانه بات جثة فاح عفنها فقد تقاطرت واندفعت اليه الوحوش والضواري ,ومع ذلك ثمة مخاوف الا يكون الشر قد استنفذ عمره وان هناك بقية ... واذا كان الامر كذلك فان التاريخ القادم سيسجل نهاية اول بلد بهذه الستراتيجية المجانية ,بل و المربحة .. اذ لا تحتاج لغير كائنات بلا غيرة وطنية ,وبلا وجدان اجتماعي ,وبلا احساس انساني ,مع تضخم مرضي للذات وصنف جديد للجشع ومناسيب عالية من الكراهية... انما قانون الحياة هو الولادة والموت ,والثواب والعقاب ,والسلب والايجاب ...واشتدي تنفرجي ..فهل ستنفرج ويشهق العراقي ويثب في الهواء فرحا بعودة عراقه الى قلبه؟؟؟
|