القناعة العامة والشاملة ان العراق في مفترق طرق ... والبرنامج قد بلغ محطة مفصلية ...ومن كان على الحافة وعلى الجرف ,ومترددا ..ويضع اعتبارا للحياء ..ومن كان منتظرا ..ومن يراهن على الاحتمالات ...ومن يستر وجهه وتزوغ عيناه ...هذا النموذج بات في المواجهة ولسان حاله يقول باننا بلغنا وقت المصارحة والمكاشفة ,بلغنا ان نعلن موقفنا الواضح والصريح ...وتجلت وتكشفت الوجوه ...بطائفيتها اوعراقيتها ...بضحالتها وبعمق ثقافتها وانسانيتها ..بنفعيتها اوبعظمة مبدئيتها ...فقد اسفر الكثيرون عن دواخلهم وحقائقهم ... بماذا سيواجه الساسة وجه الله والتاريخ وعدالة الحياة وقد افزعوا الطيور المحتشدة والسعيدة بين اغصان العراق و شجرته الوارفة ...ففرت بكل الاتجاهات ؟؟؟ولماذا اوصلوا هذا الشعب الكريم الاصيل الى هذا المصير ؟؟وصل مرحلة الفرز والتمييز وتحديد المواقف والانتماءات بمعانيها الضيقة.. ووجد الانتهازيون والنفعيون والواقفون على الحرف فرصهم الوسخة؟؟؟ موضة الوساطات والرشاوى هذه الايام على مكاتب الحجز والسفر والوقوف في طابور انتظار النجاة والفرار الى مكان في العالم ...وان من يتابعون الظاهرة بحزن واسف وموضوعية يعرفون ان الضحايا من كل الطوائف والالوان ...وان كان صغار النفوس وسكارى الشر يحرفون الحقيقة ,وكل واحد منهم يوظفها لاتجاهات مرض قلبه ولتعزيز ادلة وعوامل الفرقة والتمزق ...ففي مكاتب السفر يتكاتف ويتراصف ويتعانق كل العراقيين كعراقيين فقط ...فيما وجد الطائفيون بعيدا عنهم انهم معنيون بالقول ب(اننا وصلنا لحظة المكاشفة والصدق وبلا مجاملات)فتعززت الخنادق وارتفعت تلال النفايات واستبشر البرنامج بالظاهرة... تقاس السلسلة باضعف حلقاتها وان العراقي ,كمواطن ,وكسياسي ,وكمثقف يمر الان في الحلقة الاضعف من السلسلة ...ولن تتسع الفرصة للساسي الذي تظاهر ومثل وادعى القوة والحصانة وعمق العراقية الا ان يكون نفسه ,والا ان يكشف معدنه وجوهره وحقيقته ...ولذا يرى المفكرون وخبراء المجتمع والسياسة ان هذه المرحلة على صعوبتها وخطورتها ودقة حساسيتها هي امتحان او النار المتأججة لفرز الذهب عن الاوضار ..واجلاء وجوه الرجال عن اشباهها ..ولكي يعرف العراق ابناؤه ويجدد ثقته بهم ...فقد انهكه المتاجرون به والمدعون بنوته ..والصاخبين بحجم تضحياتهم من اجله ...وهاهو الظرف الصعب يدفع بخفيفي العقول وبكل ما يغطي التيار ويشوهه الى السطح ..ويعاجلون للاعلان عن مكنوناتهم ويتخندقون ...ولا يخطر لهم ان يسألوا انفسهم بماذا سيواجهون الله والتاريخ وعدالة الحياة وهم يخونون الحليب العراقي ....
|