بالمصادفة وردت ثلاث مكالمات هاتفية ..احداها من امريكا ...وبالمصادفة (وللمصادفة قانون لم يكتشف بعد)نطق الثلاثة بانهم رأوا انفسهم وبلدهم واصيبوا بالرعب وبالخيبة وبعدم اعتزاز......فقد انتبه الاول ايضا الى عظمة الانسان الامريكي وسياساته وتوفير كل الظروف والمناخات والاسباب لكي يكون انسانا ..فالعظمة والضخامة والثراء الطافح في البناء والعمران تجسد عظمة وضخامة وثراء الامريكي وبمعجزة البساطة ...واذا كان الدين المعاملة واركان الاسلام ترمي من بين ما ترمي اليه التواصل والتفاعل ولقاء الناس في بيت العبادة ,وفي جموع الحجيج ,,وفي الاحساس بالفقراء ايام رمضان ومعاونتهم بالزكاة وبتوحيد الله خالق البشر والكون فان الانسان في دول كثيرة حقق المزيد من الانسانية ..وكان الامريكي في الشارع يقترب من المرأة بلباسها الاسلامي ليرطن بمفردات ولغة طفولية تفهم المرأة منها (رمضان كريم) ..ويجد ذلك العراقي بسؤاله لمواطن ذلك البلد الاوربي ما يحرجه اذ يتفرغ ذلك المواطن ويبذل جهده ووقته لمساعدته ...ويعترف العراقي الثالث بان العرب عموما وبعضهم خاصة هم الذين شكلوا له الصدمة ..بكونهم مصدر للمتاعب والازعاجات ..وانهم على محاولاتهم التقرب من بعضهم البعض الا انهم لا يفلحون في كتم شغبهم ونفاقهم وفتنهم ونظراتهم الحاسدة ...وقال الاول ان محيطا هادرا بحجم امريكا بالضوء والحياة ورؤية الاشياء كما هي ويسمون الاشياء والوقائع والاحداث باسمائها تكفي منها دقائق لنقل اهل الكهف الى العصر ,ولاذابة تكلسات وصخور الاف الاعوام ,ولايجاد الوعي في اكثر العقول جمودا وانغلاقا ...فمن اية طينة ومن اي صنف من المخلوقات اولئك الساسة الذين (ناضلوا)في امريكا كل تلك السنوات وظلوا بتكلساتهم وظلمة نفوسهم وضراوة طباعهم وعدم قدرتهم على الانفتاح على الاخر ...بل وبعدم القدرة على الانفتاح على الذات ومواجهتها ولو لمرة واحدة ..وظل كل من يعارضهم كافرا ومجرما ويلزم ابتكار طريقة للاجهاز عليه باكبر قدر من الشناعة والوحشية.. قيل لهذا المصدوم بالعائدين من امريكا الى كهوفهم وجهالاتهم ان كان في تلك اللحظة(لحظة الاتصال الهاتفي)امام الفضائية يرى ما يرى.... الامتحان للافكار والايدلوجيات والاديان والمذاهب والمعتقدات والفلسفات هو ما يترشح منها في السلوك والتصرف والتعامل ...لذا وجد احد المتصلين ان يبحث عما اوصل الانسان الامريكي الى تصرف وسلوك وطبع يطلبه الاسلام لكي يوضحه ويروج له ويقول لتجار الدين انهم ادنى واصغر من ان يدعوا الاسلام ويرفعوا شعاراته ...وان المحيط الهادر من التحضر والانفتاح واحترام الانسان بكل الوانه وقناعاته ودياناته ولم تجلى فيهم طبقة واحدة من التكلس والصدأ والجهالات فانهم لا يزيدون عن مخلفات وكائنات منقرضة لا تحمل للحياة غير صنوف الانقراض.
|