حائط ليس بمواصفات أو قياسات محددة, يقع في مدينة القدس وهو محراب الديانة اليهودية ويحتفظ بملايين الأسرار (من الموبقات ورذائل النفوس وكبائر الاراوح) التي تقترف يوميا آلاف الجرائم معمدة بدماء الأبرياء من أطفال غزة ومدن فلسطين الأخرى. ولهذا الحائط المبكى ميزة توازي نوعية الناس الذين يؤمونه فهو دلالة على الخنوع والجبن والقبول بالأمر الواقع, حائط لا يمت بصلة من قريب أو بعيد بالثورة والروح الثورية. وفي العراق اليوم وللأسف الشديد تسير بنا قوافل أشباه الرجال وسياسيي الأزمات صوب الأنفاق المظلمة المكتظة بملايين الحيطان التي تشبه حائط المبكى. فسياسة الأمر الواقع أصبحت كتابهم المقدس الممنهج وفق أهوائهم وامزجتهم. سياسيون من الدرجة العاشرة، ماسحو اكتاف، مخنثون وخصيان، بلا ذمة ولا ضمير ولا شرف، تسلقوا في ظلمة الليل ،سراق محترفون، كذابون منافقون، انتهازيون من صنف الممسوخين. فوضى وزمان ليس بزمان الرجال، خلت الساحة لهم ولأمثالهم قردة الزمن الأغبر. فو الله لو ارتمسوا بدجلة والفرات لجفت مياههما خجلا من أدرانهم النتنـــة، يريدون السير بنا الى وادي الخنوع وتقبل الأمور بعلاتها, قبول مقنع بممنوعات المصالح العليا للبلد لتمرير أجندات هذا السياسي أو ذاك على أساس مصطلحات القومية والدينيـــة والمذهبية والوطنية, هذه المصطلحات المفرغة أصلا من محتواها ومضمونها تفريغـــا قسريا ليحولوا الشعب إلى أدوات تنفذ أجنداتهم ومصالحهم للوصول إلى غاياتهم الخبيثة بعد إن تفننوا في صنع ملايين الحيطان المستنسخة من حائط المبكى بمقاييس تلائم أهدافهم التي لن يطول وقت كشفها وكشف عوراتهم لتتحطم حيطان مبكاهم على رؤوسهم وهذه من صلب مسؤوليات وواجبـــات الإعلام الشرعية والأخلاقية والوطنية حتى وان طال الزمن.
|