التهجير، ترحيل قسري عن الوطن، والنزوح يحمل تأويلات لغوية كثيرة، والأدهى من ذلك ان ما قامت به عصابات داعش المجرمة من عمليات تهجير وسبي على الهوية واستهداف للشيعة والمسيح، يندرج في خانة التهجير وليس النزوح. وللأسف فأن الدولة وبجميع مؤسساتها مازالت تصر على وصف المهجرين بالنازحين وهذا إجحاف وظلم نسمح من خلاله لمجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالتعامل مع مهجري الشيعة على أساس العطف والشفقة وليس وفق القوانين الدولية التي تضمن للمهجرين حقوقهم. إن الخطأ اللفظي الذي اتبعته الدولة ووسائل الإعلام العراقية، قد دفع ثمنه مهجرو الشيعة بعد ان اصدر مجلس الأمن الدولي قرارا دان فيه تهجير المسيحيين من قبل عصابات داعش الظلامية وغمط معاناة وحقوق الشيعة المهجرين. ان الجميع مدعو الى توحيد الموقف والمصطلح تجاه مئات الآلاف من العوائل الشيعية التي قامت قيامـــة السماوات والأرض لما تعرضوا له من سبي وقتل وتهجير واضطهاد، وعليه يجب ان تقوم قيامتنــــا لنعيد لمهجري الشيعة وليس (نازحي) الشيعة حقوقهم وكرامتهم وان نجبر العالم كلـــه على الاعتراف بمظلوميتهم (الدائمة)، وأن يكون شعارنا “المهجرون مسؤوليتنا” وليس “النازحون”.
|