ودائما ما كان الشجعان بعقول نيرة وقلوب رحبة ,والاقدر على الفرح ,والاكثر نزوعا للمجتمع ..واذا قيل ان الفرح اجتماعي ويميل الفرحون لان يروا كل الناس فرحين ...فانه لا يفرح بعمق غير الشجعان ...فالجبناء هم الابعد عن الفرح الا بحدوده الرثة والضيقة ...والكارهون يموتون ولا يتذوقون العيد كفرح ببعده الاجتماعي ,فالكراهية تندفع وتستوطن القلوب الضيقة والاكثر غباء والاضعف من ان تتفهم الاخرين وتتواصل معهم وتحبهم ..وما انتظار هذه الكائنات للعيد الا من باب العادة والانخراط مع التيار العام ...والا فانها لا تعرف العيد لانها لا تعرف الصفح والتسامح ..ولا تفهم ان الانسان قد يخطأ ويتوهم وتساوره وساوس الشيطان ...لتبقى المحبة بلسم الامراض والوساوس ...ولهذا يبقى السيد المسيح هواول و اشجع البشر..عندما دعانا لفضيلة محبة اعداءنا...اذ اية فضيلة في ان نحب اولادنا واقاربنا وجيراننا ؟؟؟ من الواضح ا ن اس وجذر الجحيم العراقي هو الكراهية وجهل الاحساس بالفرح والعجز عن فضيلة المحبة ليس فقط للاعداء بل وللذات ...فسجلت الكراهية رقمها القياسي اللاهث والمسعور لافناء كل شيء ...وهو نزوع لا بد ان يستند ويتغطى بعلل واسباب وتخريجات مناسبة لهول المرمى ... في افضل وارقى المجتمعات ثمة شاذين وعدوانيين ومثقلين بالكراهية ويتعذبون بها ويقاسون منها ...ولكن هؤلاء المرضى والضحايا لضيق وعيهم وظلمة قلوبهم يجدون في مثل بلداننا فرصهم ومناخاتهم ومحفزاتهم لاقامة مهرجانات الكراهية واطلاق النزوات والتنفيس عن اصابات وعلل الذات والروح ..وبمباركة .....وانهم اعجز عن الانتباه الى ان الكراهية لم تسجل على مدى التاريخ تثبيب حجر واحد على حجر ...فتاريخها الهدم والتفليش ... يقول ذلك المجتهد الاسلامي بان ما يرمي اليه الاسلام هو المسلم القوي المترفع عن الكراهية والحقد والثأر...وتلوح المحبة هي جوهر المسلم بعطفه وتعاطفه وبتقربه الى الله عبر تعامله الطيب مع البشر وتمنيه الخير للكافر بهدايته وتبصيره ؟؟؟بل الاسلام يحرم قتل الحيوان بلا ضرورة .... ونحن في ايام العيد ...هل ينتفض الضعفاء على ضعفهم ويتذوقوا طعم محبة انفسهم ومجتمع والحياة كلها ويدركوا ,حيئذ,كم كانوا بعيدين عن الاسلام وعن الحياة وعن البشر ..ويفزعوا ليس فقط لاكتشافهم انهم كانوا ادواة وضحايا لوعيهم السقيم وقلوبهم العمياء ..بل,ولانهم كانوا وسائل وادواة لاطراف اكثر خطورة وخبثا.
|