هذا وقت اعادة الحكاية وتكرار قصها ..اذ يحدث ,ولأمر ما ان يعمد السيد لجعل تابعه وعبده اشبه بالسيد ..فيعامله امام الناس كسيد ,ويوفر له مايشعره باهمته وكرامته وانه سيد ...ويحدث ايضا ان يصدق هذا العبد انه سيد وليس دمية بيد سيده فجعل منها سيدا ...وهنا تبدأ المشكلة ويحدث الالتباس ...فيواصل هذا العبد تصرفه امام سيده كسيد ...وان زوال اسباب ان يمثل دور السيد وان يعود عبدا يطيع اوامر سيده وينفذ اوامره لا تعيده الى ما كانه ويواصل شعوره وتصرفه كسيد ...فما الذي سيحدث ؟؟؟يحدث ان السيد قد يغضب على عبده الابق ويذيقه صنوف الاذلال والاهانات ويمسح به الارض ويغدو العوبة وحكاية للناس ومحط امتعاضهم واحتقارهم...ولسان حاله يقول..ايها الممسوخ الضئيل التافه وعديم الشأن هل نسيت انني سيدك وصانعك واننا (دفناه سوية) فكيف تتمرد على وتتجاهل اوامري ,وتصدق انك سيد وليس رهن اشارتي ؟؟؟تجرع اذن صنوف العذاب والاذلال والقبح ...وساعرضك لمواقف وحالات تحيلك الى رجل هزأة ....انتظر... يتكثف هذا الموقف ويتجسد بمأساوية في ميدان السياسة ..وما تقتضيه المصالح والغايات والبرماج لتقديم الخدم والعبيد والتابعين على انهم وجهاء وقادة واصحاب قرار ومهيئين للارتقاء بشعوبهم ...حتى اذا انتفت الحاجة لخدماتهم وانتهت ادوارهم وطلب اليهم سادتهم وصانعيم العودةالى ما كانوه رفضوا واحتجوا وتمردوا ونسوا انفسهم وما كانوه وصدقوا انهم رجال سياسة واعمدة تاريخ...فيرغمون سادتهم للانتقام منهم بتجسيد ضآلاتهم وقبائحهم وما يثيرونه من امتعاض ... ليس لسياسي عراقي شجاع وسيد نفسه ان يزعم انه فدى وضحى بنفسه (لتحرير العراق واسقاطه ونهبه ورميه بالفوضى)فامريكا قادت العملية واسست للطائفية وللتقسيم ولكل هذا الفساد القياسي ..وان الساسة قد استلموا ادوارهم ومناصبهم جاهزة من كف الامريكي ...وظلت امريكا ,في السر والعلن تتذكر هذه الحقيقة وتنظر الى البعض على انهم سادة وقادة وسياسيين ولكن بمزاجها ولخدمة مصالحها وبقدر تماشيهم وانسجامهم مع مقاصدها وسياساتها ,بل وتشترط عليهم ما يشترطه السيد بعبده وهو ان يقرأ قلبه ويحس اتجاهات هواه بدون ان ينطق والا فانه لا يرقى حتى الى منزلة عبد لسيد العالم ... امريكا ,وكأي سيد متجبر ونفعي في العالم ينتظر من عبيده ليس فقط بتنفيذ مراميه وغاياته بل وبدون ان يسبب له الحرج والادانة من العالم ...واذا كان السيد بايدن قد عاجل وافصح عن النيات بتقسيم العراق ..وتصرف برايمر عمليا بالتنقسيم الطائفي الا ان ما جرى بعد ذلك كان فاضحا وفجا وسجل العراق ارقامه القياسية في الخراب والتجزئة وتفتيت المجتمع وتشريده ...فان المطلوب الان هو العمل والتنفيذ ولكن بدون احراجات ....فهل من عبيد ..؟؟
|