لتحليل دم المريض لا يسحب كل دمه ,بل قطرة منه لمعرفة أمراضه ...بل ان قطرة الماء الواحدة تعبر عن خواص كل ماء العالم ومحيطاته ...وان النظر الى اية دائرة في عراق الفوضى تبين حالة كل دائرة ومرفق فيه ...فكانت من أولويات الوزارة المقبلة معالجة الفساد الإداري..وان ملاحظة و دراسة دائرة واحدة وتحليلها يمكن ان يبين ويكشف علل وإصابات كل أجهزة ودوائر الدولة ..ولتكن هيئة التعليم التقني نموذجا ...ابتداء بكلية الفنون التطبيقية في طرف من أطراف بغداد , وهموم ومشاغل القائمين عليها من ثرثرات وتقولات وأحاديث وصنوف النفاق وما يحسب على الفارغين والخاويين وتقاذفهم اتهامات وكلمات عجائز الحارة القديمة ..وسهولة الافتراء على هذا الأستاذ وذاك المدرس وذياك المنتسب,وكل ما يجسد الأخلاق السوقية القديمة المبتذلة .. ...وبما يرغم الكائن الجاد والسوي والمقتنع ان يؤدي دوره في أرقى المؤسسات معرفة وتعليما وتطورا ,يرغمه على طلب النقل الى مكان يتوفر فيه الهواء النقي والجو الصحي ...ويغيب عنه ان هواء هذه الكلية ليس استثناء ..وستعلمه التجربة وتعالج حسن ظنه ,وغفلته عن واقع الفوضى ويصدمه حال مراجعته هيئة التعليم التقني في المنصور ...وتفقأ الفوضى عينيه وافتقاد ابسط صيغ ومتطلبات التعامل الإنساني ..ويتسارع الانطباع انه ليس هناك من يعتقد انه معني بواجبه الوظيفي ..وانه مسؤول ..فالمسؤول في كل الدولة هو الذي في موقع آخر اما هو فمسؤول عن نفسه ومنافعه وامتيازاته وليضرب المراجع رأسه بجدار من جدران الهيئة العالية ...ومن الطبيعي ان تضيع معاملة نقل الموظف وتتبدد جهوده ومن ثم أعادة الكرة باستحصال موافقة دائرته ومتابعتها مجددا في الهيئة التي قد تضيع بين مكاتب لا مبالية وغير مكترثة ...و..أين رئيس الهيئة؟؟ذلك الصحفي نشر فضيحة عدم نجاحه في إلقاء التحية على رئيس الهيئة ..ثم انه قد يكون موفدا او في اجتماع او اي سبب يحول دون مقابلته وطلب معونته التي لم يقدمها لاحد ..لا لان المعاهد والكليات التي يشرف عليها تعمل مثل الساعة وبسلوك وأخلاق ونشاطات حضارية وتليق بأرقى نشاطات الدولة ...بل لأنه لا يريد ان يبدد جهوده بما لا طائل منه ..ولان الجدية غير مجدية ,كمن يكنس باب بيته في الإعصار ..ثم لاحتمال الاصطدام ببواب او موظف استعلامات يتمتع بسطوه وله ظهر .......وربما لانه يعرف انه أكذوبة ولا يحل ولا يربط ,ومن الاسلم والاستر له الا (يتدخل في السياسة)وفي شؤون العمل والناس ...وينخرط بالموجة ويمشي مع التيار ويخدم كيكته ...
|