استأثر مصباح عــــلاء الدين ومارده العفريت القادر على تحقيق الطلبات المستحيلة باهتمام حياتي كبير فهو أمنية المراهقين والمراهقات للوصول الى أحلامهم الرومانسية وهو أمل الفقراء والعوانس والأرحام العقيمة، وقبل ذلك فهو مفردة عالية الشأن في الموروث الشعبي وحكاياه ولذلك لن نستغرب اذا مار ركـــزت السينما خاصة العربية والهندية المزيد من الأضواء عليه، لانه المنقذ وحلال العقد ورأس مال المفلسين!.
لا أغالي اذا قلت ان هذا المصباح العجيب لم يترك زاوية الا ونفذ إليها مؤكدا حضوره في الأمثال وحوارات الناس والطرائف والنكات، وانا شخصيا أحفظ أكثر من نكته يتولى بطولتها المارد، وكنت أتمنى رواية بعضها لولا ضيق المساحة، على ان أطرف أو اغرب مجال اقتحمه المصباح السحري هو مجال السياسة، إذ وظفه العقل الشعبي العراقي سلاحاً سليماً من أسلحة المعارضة ولكنه سلاح مؤثر حقاً..
فهناك طرفة قديمة تقول: أن العراقيين ضاقوا ذرعا من النظام السابق وظلمه ودكتاتوريته، وان مجموعة منهم حصلت على المصباح وقامت بدعكه فظهر المارد الشبحي وهو يردد عبارته المعروفة (شبيك لبيك) فطلبوا منه تخليصهم من صدام حسين، ولم يخيب رجاءهم..
وطلب منهم عشر دقائق فقط لانجاز المهمة، ولكن الذي حدث هو أن الشبح اختفى عشر سنوات، ولم يظهر الا بعد العفو الذي أصدره صدام عن السجناء في أيامه الأخيرة، وإذ تبين انه كان من المعتقلين!.
وفي هذا الإطار نفسه، يروى بان مجموعة من العراقيين ـ وهذه الرواية بعد سقوط النظام ـ طلبت منه بناء جسر ذي طابقين يربط بين بغداد وبكين فاعتذر المارد لان مثل هذا المشروع صعب... وصعــــب جداً؛ وسألهم ان يطلبوا شيئا ممكناً او معقولاً وسوف لن يتردد عن تنفيذه، وهنا طلبوا منه تخليص البلد من الفساد المالي والإداري وكشــف (الحرامية) الذي يسرقون من وراء الستار وباغطية قانونية، وعرضهم على المواطنين عبر الفضائيات، فسكــــت المارد الشبحــــي قليلا وهو (يفرك) يدا بيد، وتأمل الطلب على مهل وداوره في رأسه قبل ان يرد عليهــــم، يا إخــــوان هل تريــــــدون الجسر بطبقتين او بثلاث طبقات؟
ملاحظة: اعتذر للقارئ الكريم، فانا لست متأكداً ان كان الجماعة قد طلبوا منــــه تخليص البلد من الفساد المالي ام من المحاصصة!.
|