تركيا الناكرة للجميل، التي لم تحم ظهر العراق، ولا مرة في حياتها. وظلت منذ عام 1916 وحتى يومنا هذا تخصص ليرة واحدة في ميزانيتها لإعمار (ولاية الموصل) لأنها تعدها من المدن التركية المغتصبة. تركيا أول دولة صفقت لقرارات مجلس الأمن عندما فرض حصاره الجائر على الشعب العراقي، وأول دولة استقبلت الجيوش الجرارة المتحالفة ضد العراق، وأول دولة فتحت منافذها البحرية والجوية لقاصفات الأطلسي وسفنه الحربية، واشتركت معها في دك حصون المدن العراقية، وهي التي أقامت في هضبة الأناضول (22) سداً من سدودها الجبارة فوق دجلة والفرات لتحرمنا من استحقاقاتنا المائية من دون أن تعترض عليها حكومتنا، وتركيا هي التي أرسلت قواتها البرية والجوية والمخابراتية لتصول وتجول في جبالنا وودياننا كيفما تشاء بذريعة مطاردة فلول حزب العمال من دون أن يُوقفها العراق ومن دون أن يحتج عليها إقليم كردستان، وتركيا هي التي تفتح معسكراتها لداعش، وتفتح حدودها لداعش، وتوفر الغطاء الجوي لداعش، وتسمح لداعش بقتل المدنيين في قرية (آمرلي) التركمانية، وتشترك مع داعش في نهب ثرواتنا النفطية، وهي الآن أكبر الرابحين من السوق السوداء للنفط الذي تسرقه عصابات داعش من حقول الموصل. تركيا تخطط لتدمير العراق بينما يصفق لها العراق ويستقبل كبريات شركاتها، ويمنحها الأولوية في تنفيذ المشاريع الهندسية على أرضه وداخل مدنه، ويمد جسوره نحو مصانعها الإنتاجية ومراكزها التجارية وحقولها الزراعية، ويسمح لها بنشر قنصلياتها في الجنوب والشمال. يقول شيخ خبراء النفط الأستاذ عصام الجلبي: (أن كمية النفط المهرب من حقول الموصل كبيرة جداً، بحيث أصبح من المتعذر رصدها وحصر المتورطين بها، ويشدد الجلبي في تصريحات خص بها الصحف العراقية: أنه لا توجد أرقام دقيقة حول ما تنهبه داعش من النفط. وأن النفط المهرب من سوريا والعراق لا يمكن أن يمر إلا عبر تركيا. وأن شركات عالمية ضالعة في هذه العملية بسبب العوائد المالية الكبيرة التي تحققها، وانخفاض السعر الذي تشتري به النفط المهرب. وأن تجارة النفط المهرب غير الشرعية تنتشر عند الشريط الحدودي الجنوبي لسوريا والعراق مع تركيا). ربما تستولي تركيا على نسبة كبيرة من نفطنا المهرب عبر حدودها وعبر موانئها من باب فرض الإتاوة على المهربين، أو لأخذ حصتها من بركات نفط العراق. قبل بضعة أسابيع كنا نلاحق السفن المشحونة بنفطنا المهرب من ميناء جيهان التركي، وكانت الناقلة (United Emblem) في طليعة السفن، التي حملت نفطنا المسروق، فاكتشفنا أنها كانت تشق طريقها في البحر باتجاه جزيرة (مالطا)، وما أن وصلت هناك حتى أفرغت حمولتها في ناقلة أخرى كانت متوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية. تركيا الآن هي القواد الذي غرق إلى أذنيه في مستنقعات الرذيلة، واشتهر بإدارة أوكار الدعارة السياسية في الشرق الأوسط، وتركيا الآن هي الثعبان الغادر، الذي يضمر لنا الشر، ويأوي الأفاعي الإرهابية الزاحفة نحو حدودنا.
|