نشرت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية مؤخرا خارطة الوطن العربي المتوقع حدوثها وتجسدها على الارض قريبا ..ومن معالمها ان يجري تقسيم خمس دول عربية الى اربع عشرة دولة ,ومنها وفي مقدمتها العراق ...دولة للسنة الاكراد ودولة للسنة العرب وثالثة للشيعة ...والخ وهذه الدويلات والكيانات المسوخة مقدمة وتمهيد لنزاعات وحروب في ما بينها لتسقط جميعها في نهاية المطاف اعياء وبؤسا وشقاء واحتقارا لذاتها. نؤكد رأينا انه لا قوة في الارض بمقدورها ان تلعب بمصير شعب على غير استعداد للقبول بتدخل الاخرين في تقرير مصيره وحياته ...واذا كان معروفا ان الثمار من نوع الاشجار ,ولا يمكن لشجرة التفاح ان تثمر التوت او البرتقال ..فان نبتة الحنظل لا تطرح غير الحنظل ...وان الاعداء والمغرضين والمنتفعين لا يفعلون شيئا غير مد نبتات الحنظل والاشواك والادغال السامة بالماء وعناصر النماء ...وما عناصر وأدوات تقسيم وتفتيت هذا الوطن سوى العقول الضيقة والقلوب المريضة ...وانه مد وتغذية لعنصر الكراهية الذي يوحي (ويوهم ) وكأن العنصر الغالب على الطبع العربي هو الكراهية ومشتقاتها من النزاعات والغزوات والاستعداد لقبول الايحاءات الشاذة والمغذية للعدوانية ,وللدرجة ان دخل الاسلام ما هو غريب عنه ويشوهه.. وصار هذا الدين العظيم بمثابة حوض تتحدر اليه سواقي وانهار القيح وتلفيقات وافتراءات الحاقدين ..فقيل انه بمنظور هؤلاء فان هناك اسلاما غير الذي جاء به نبي الهدى والسلام والمحبة ...بل هو دين للكراهية لكل حياة ...ومن الطبيعي ان يكون ثمر مثل هؤلاء البشر خرابا وفسادا ونهبا وكراهية وتدميرا للقيم والوطن وللإنسان ...لاسيما في عصر التواصل وتفاهم البشرية مما يعزل هذه العقول المغلقة على اوقات ظلامها ... وبلغت ان تذبح نفسها بنفسها ...وستترحم على سايكس بيكو ,,ولكنها لن تلعن احدا على تمزقها القادم غير نفسها .يبدو قدر تمزق العراق ودخوله حقبة الشقاء النهائي لا راد له ...اذ لا اقوى من الجهل المشفوع بانطلاق وحرية الغرائز وفي اثرى بلدان الارض ,,لا اقوى منه في بلوغ الخاتمة الفاجعة وهو في بلاهته يبتسم ويستبشر ....وقد قالها بايدن مع بدء الاحتلال وتكررت مناخات وظروف ومحاولات التقسيم ..وقد وصلنا الى اللمسات الاخيرة التي تتهيأ للخارطة الجديدة التي كشفتها صحيفة النيويورك تايمز... وتكثيفا لتعبيرات الجهل وعمى البصيرة ..ولممارسات الكراهية ... وبما يتيح للقائل ان يزيد الهالك هلاكا ما دام هو الذي تناوله وانتزعه بيد.
|