منذ حل الاميركان عقدتنا ، واطلقوا السنتنا الخرساء ، ونحن نهذي بمفردات الحرية والرأي والرأي الاخر ، واعتقد ان هذا حق ليس من حق احد ان يلومنا عليه بعد معاناة عقود من حالات الصم والبكم والعقم !! ولو سألتم اي عراقي مهما كان تطرفه السياسي او الفكري او المذهبي ، كما يراه في الطرف (الاخر ) الذي يتبنى مفاهيم لا تتوافق مع مفاهيمه ، فسوف يرد عليكم بصدر ديمقراطي رحب ، وكأنه زعيم مخضرم من زعماء الساسة الانجليز، انه يحترم المقابل ويحترم اراءه وقناعاته !. ومع ايماني الراسخ ان (80%) من مزاعمنا كاذبة ، ولا تعدوا كونها نفقا سياسيا ، ، فنحن لا نقر حرية التعبير ولا نعترف بفضائل الاراء المتعددة ، ولو امتلكنا سلطة صدام المطلقة لاعدمنا كل من يخالفنا الاجتهاد ، الا انني مع ذلك اشعر بالسعادة حتى مع وجود هذه النسبة العالية من النفاق ، لان الزمن كفيل بتغييرهم ، ولان العراقيين الذين يؤلفون (20%) من المؤمنين عن قناعة بالحرية ، واحترام الرأي الاخر، هم املنا المستقبلي ، لكي يكونوا انموذجا صالحا للاقتداء، وخاصة من قبل الجيل الجديد الذي لا يحتاج الى عملية غسيل دماغ كتلك التي تحتاج اليها عقولنا نحن جيل الكبار ممن امضوا 35 سنة وهم يفتحون نوافذهم صباحا على نغمة القائد الملهم ، ويغلقون ابوابهم مساء على القائد الضرورة ، ولهذا فان العشرين بالمئة ، او النخبة المؤمنة بالديمقراطية اذا لم ترق الى مستوى مسؤوليتها ، فعلينا ان لا نستغرب لو سادت الشارع عقلية المقاومة الشعبية والحرس القومي والجيش الشعبي والمليشيات ، بديلا عن الجيش والشرطة ورجال الامن ، وان لا نستغرب لو سادت فلسفة القتل والقصاص من وجهة النظر هذه او تلك ، بديلا عن فلسفة القضاء والمحاكم ، او سادت سلطة الغاب بديلا عن سلطة القانون ، والقوة والعضلات بديلا عن المنطق والعقل ، وان لا نستغرب لو جاء اليوم الذي نحسب فيه حجم احترامي لرأيك ، وحجم احترامك لرأيي ، بحجم او فاعلية السلاح الذي يلوح به كلانا ، وعندها ارجوكم ان نكون كبارا ، ونلقي باللائمة على انفسنا لا على الديمقراطية ، فهل بالمقدور اتوسل اليكم واقبل رؤوسكم ان نكون كبارا وشجعانا لكي لا يصل الى كرسي الحكم لسان ديمقراطي بفعل دكتاتوري ، ولكي لا يكسب معركة البناء من يقاتل بالمسدس ، بل من يحمي العراق بعقله وقلبه ومشاعره ، ويبني الوطن بالعلم والاخلاص والحب العظيم !.
|