نشرتها الصحيفة، وفضحتها الفضائية.. ومل وسأم المواطن من الشكوى والحديث عن اطباء تحولوا الى ضباع وذئاب يتناهشون المريض كفريسة بلا من يحميها ومن يدعي انها من قطيعه وضمن منطقة سلطته كراعي اغنام .. فهل من سمع ورأى واخذته الغيرة او حتى الشفقة بحيوان وسارع لتخليصه من المخالب والانياب ومن برك لعاب تجار الادوية والطبابة؟ ما لا يشخص ولا يدرس ولا يعرف من الاحطاء والامراض والممارسات القبيحة فانه يبقى ويستمر ويتفاقم ... وسيكون اول تشخيص لمرحلة الخراب هو الخوف من تسمية الفايروسات والجراثيم ومصادر السرطان والوباء ... او حتى عدم رؤيتها وعدم الاعتراف بها، ولذلك دام الطاعون وقتا خرافيا.. فوعي الذات والظواهر والحالات خطوة لتجاوزها والارتقاء الى مرتبة اعلى... وميدان الصحة، كعينة ونموذج لرؤية حال العراقي... فقد بلغت الطمأنينة بالذئاب ان صاروا ينهشون علنا وجهارا ... وقلنا من قبل ان منطقة الحارثية ببغداد بجوار المنطقة الخضراء، ويمكن للمسؤول ان يواصل طقوسه وشعائره وعباداته ويبعث بواحد من حشود حمايته الى الحارثية ويطلع بنفسه على تقاطر السماسرة والمروجين للادوية وبينهم اطباء شباب يطرقون ابواب العيادات يعرضون الادوية ويعقدون الصفقات... اكتب لمرضاك هذا الدواء ولك نسبة من المبيعات.. والاكيد ان هذا السمسار والمروج يتقاضى بدوره نسبته وحصته من الادوية المباعة بصرف النظر عن جودتها وصلاحيتها وارتفاع ثمنها...فالشعب نفسه موضوع مساومة بين السياسيين فهل بقيت على الادوية؟ اطراف هذه الغابة الضارية ليسوا فقط تجار الادوية والمذاخر والصيدليات (يصر الاطباء الضباع على ابداء حرصهم على مرضاهم ان يشتروا الادوية من الصيدلية الفلانية وان يعودوا اليهم ليتأكدوا من صلاحية وجودة الدواء...) الاطراف المخيفين قد يكونوا اطباء باسماء وعناوين وتواريخ كبرى.. اطباء اساتذة... اطباء معروفون.. اطباء من الطبقة العليا ومع ذلك بلغ بهم الجشع والدناءة ليس فقط لرفع اجور الكشف بل ولمشاركة السكرتير بالرشوة التي يتقاضاها من المراجع لتقديم فحصه على مريض اخر.. فضلا عن حصته من الصيدلية التي روج لها الادوية الرديئة والمرتفعة الثمن... وانه لمنظر معبر ان تحمل تلك المرأة ما يحسبه الناس على انها تحمل كيسا كبيرا من الطماطة والباذنجان في حين تحمل ادوية.. هل من ضرورة للسؤال عما يرمي المريض الى هذه المرارة لولا ما هو امر واتعس وما يلاقيه في المستشفى؟ بل هل بقي في المستشفيات اطباء شباب بعد ان وجدوا منافذهم للنجاة من جحيم العمل والعلاقات؟
|