يقرأ العراقي ويستمع أسماء الوزراء ...ويتقافز من طرف لطرف ..إنما الذي يتوجب قوله بمثل هذه المناسبة هو ان في الوزارة من يفعم أمل العراقي ويفتح له باب التفاؤل ... فالكابينة بيت وكل أفراده مسؤولون عن ديمومته ورفاهه وموقعه الاجتماعي وعن سمعته ... وليس لاي فرد من عائلة هذا البيت ان ينأى بنفسه ويتنكر لمسؤولية عما يلحق بالبيت من اذى ... البيت الحكومي ..كابينة الحكومة ..تظم من هو متوفر على قيم وأخلاق العائلة وطبعها الأصيل الطافح بالشجاعة وسمات الفرسان ...وفيهم من كانت تقواه خالصة لله وتفيض على البشر وذاك هو جزاؤهم ...الفرح برضى الناس ... ولا يستنكر الإسلام تفضيل ملئ العين وثري النفس لتولي مسؤولية العباد ...لذلك .. كان اسم الوزير الذي عرف عنه ثراء النفس والروح والمادة وبزهده بغير أعمال الخير ومعاونة البشر ..كان مبعث تفاؤل العراقي وطمأنينته وإحساسه ان هذا الكبير هو ضمانة بوجه من يتضاءل ويصغر ويترك لضغائنه وأمراض نفسه ان تقوده ,فالكبير يعرف ويدرك ويقتنع انه مسؤول أمام الله وأمام نفسه وأمام شعبه عن كل ما يصدر من اي مسؤول ويسيء لوطنه ومواطنيه فيعاجل لشجبه ورفضه ومقاومته ,فالكبير ضامن لفريقه ويتحمل عواقب ومسؤولية اي اجراء وقرار وتصرف غير صائب من اي طرف في فريقه الحكومي .. وليس من شأنه ان يدعي انه مسؤول او وزير لوزارة لا علاقة لها بما حدث ...فهو اذن بحكم اصله ووضعه وشخصيته ممثلا لكل المواطنين وحصانة لهم وضمانة من اي جور مصدره رسمي ... المناصب لا تضيف للعمالقة غير مصدر للغبطة والرضى عن النفس والشعور بجدوى حياتهم وهم يعملون ويبدعون ويضيفون لما يرضي ويسعد مواطنيهم ويقف الى جانبهم لإظهار مواهبهم وتحقيق تطلعاتهم المشروعة ...وسيكون اكبر المناصب مجرد حذاء متهرئ يخلع ويقذف اذا حال دون رسالتهم ... وان النظر الى هذا الوزير هوالنظر الى باب للأمل والتفاؤل وانه المنقذ للعراقيين في أصعب وادق مراحل حياتهم... واذا تنبأ العالم ورجال فكر وسياسة بنهاية العراق اذا واصلت الأعاصير عصفها .. فان نفض السواد والسخام وما لحق بالعراق قد يرينا في وجوه سياسيين نجدة باهرة .. فالرهان على شبعهم في المناحي المختلفة وعلى استذكار ان للمتصوفين يتوجهون في الدين, بكليتهم الى الله وحده ,ويتوجهون بكليتهم في السياسة الى الوطن وحده ..فهل فسد الملح؟
|