فرض الفساد الوبائي في دوائر الدولة على الموظف الشريف النزيه مهمات ومحاذير وإجراءات كثيرة ,لاسيما منهم شاغل الموقع الحساس ...وقد فاضت حكايات ونوع المحاذير والإجراءات بعد تشكيل الحكومة وتداولها العراقيون في المكانات العامة ...ومنها ما قيل في حافلة نقل الركاب عن اضطرار احدهم لتوثيق واستنساخ كل ما يرده وكل ما يتخذه من خطوات وإصدار أوامر وكل تفاصيل ودقائق عمله الرسمي ...ومثل هذا الموظف باية درجة يظن انه يحمي نفسه من احتمالات التجني عليه وظلمه وإلحاق التهم به وتحميله فساد الآخرين..وانه مطمئن آمن لانه يحتفظ بكل مجريات عمله وبالوثائق وبنسخ كثيرة موزعة في اماكن ومخابئ كثيرة لا يهتدي إليها الشيطان .. هذا المسؤول الحذر المتحسب العامل لكل احتمال حسابه فاته ونسي ان الفاسدين مثل القتلة مثل اللصوص بلا دين ولا مذهب ولا أخلاق ثم بلا نباهة وذكاء وغالبا ما يتصرفون بحماقة ... انما هل هذه حال جاهزة رسمية سليمة؟؟وهل هناك ما يشابهها في العالم ؟؟؟وكيف للنزيه الأمين ان تكون هذه همومه ومشاغله؟؟؟ جاء حين من الوقت يشتمون النظام الملكي ...وفي النظام الملكي وزراء يحرمون على أنفسهم استخدام قصاصة ورق من الدائرة لغرضهم الشخصية ..ويعمدون للاحتفاظ بورق خاص يشترونه من جيوبهم الخاصة ...وعرفا ذلك التهكم على البخيل بانه (يحسقلها )التي اساسها وزير المالية اليهودي,حسقيل الذي لا يفرط بفلس من أموال الدولة ويحسب الحسابات لصرفه ...بينما قد يلتقط البواب في مكتب مسؤول اليوم ما يساوي ميزانية حسقيل ...فاي عجب؟؟ المأمول من الوقت الجديد ان يكون مقطوعا بكل دقائقه وتفاصيله وجذوره بمرحلة الفساد بتجلياتها وتعبيراتها المختلفة في الدين والتعامل والنظرة والتفكير ..وضرورة استذكار خطورة وجود (خميرة)في عجينة وحياة اليوم من فساد الامس ... وان ينصرف الموظف النزيه الى عمله والابداع به ,وعدم تبديد طاقته في توفير ادلة نزاهته وتوثيق عمله وما يتولى الدفاع عنه بوجه الغادرين ومن تصاريف الدهر وتقلب الفاسدين في احوالهم وامزجتهم وحروبهم وجشعهم ... وان حديث المقاهي والمجالس هذه الايام عن خزائن وثائق المسؤول النزيه تكشف بتلقائية ووضوح حال المسؤول الذي يقبض على الجمر طيلة الوقت .
|