لم تتوقف حملات تشويه صورة الإسلام بهجمات القاعدة، ولن تتوقف بمجازر داعش، ففي قمقم القوى الظلامية مئات الأفاعي الماكرة التي تحمل الرايات السود وتلبس الجلابيب الواسعة لتقود خلفها قطعان دولة الخروف الأسود المتخمة بأعلاف الأحقاد القديمة، ولن تتوقف جحور البنتاغون عن تفريخ الأفاعي الشرسة حتى يجف آخر حقل من حقول النفط والغاز، وحتى تنحرف بنا منزلقات الانهيار نحو قيعان الحقبة المظلمة. المصيبة الكبرى أن عامة الناس لم يدركوا بعد أن المخابرات المركزية الأمريكية ومن خلفها الموساد وجواسيس التحالفات الأوربية هي التي أوجدت القاعدة، وهي التي اختارت عناصرها بمشورة الضباع العربية الغارقة في مستنقعات التآمر، وهي التي جمعتهم ودربتهم وسلحتهم ووفرت لهم الأوكار والثكنات، وهي التي رسمت لهم الأهداف داخل الأرض الأمريكية وخارجها، وهي التي حددت ساعة الصفر لتنفيذ كل عملية من عملياتهم الإرهابية، وهي التي وضعتهم في جداول الإرهاب، وكانت تتظاهر بالوقوف ضدهم، لكنها في حقيقة الأمر هي التي توجههم بالرموتكونترول من أجل تشويه صورة الإسلام بين الشعوب والأمم، ومن أجل توسيع الخلاف بين المسلمين بإذكاء نيران الطائفية، وتقسيم البلدان العربية إلى دويلات ضعيفة متناحرة، والهيمنة على حقول النفط والغاز. انتهى مفعول القاعدة الآن، ولم نعد نسمع عنها شيئاً، لا عبر قناة الجزيرة، ولا عبر الأبواق الأمريكية، لقد فقدت القاعدة عناصر تشكيلاتها المؤثرة، وانتقلت كتائبها وسراياها القتالية إلى العراق وبلاد الشام لتلتحق بتنظيمات داعش. توقفت قناة الجزيرة عن بث أشرطتها الصوتية المفبركة لقادة القاعدة، وغيرت مسارها نحو بث لقاءات مسجلة لأمراء ميليشيات داعش، التي يعلم العالم كله أن مايكل فيكرز هو مؤسسها، وهو قائدها الحقيقي وقائد المليشيات الأخرى المنتشرة الآن في متاهات الوطن العربي، حتى صاروا يطلقون عليه في الغرب (مايك رجل العصابات)، وربما لا يعلم عامة الناس أن مايكل فيكرز هذا من أقوى ذئاب (زيبغنيو بريجنسكسي)، الذي تحدث عنه الكاتب محمد سويفي عبد الله في كتابه الموسوم: (رأس الأفعى بريجنسكسي وشيطنة سياسات أمريكا في الشرق الأوسط)، وهو من إصدارات دار الكتاب العربي لعام 2013. سنتحدث بالتفصيل في مقالة أخرى عن (مايكل فيركز) باعتباره المشرف العام على برامج تفريخ الأفاعي الإرهابية، وتدريب الفلول الزاحفة على غير هدى خلف سراب الأحلام الطائفية المقيتة، وهو الذي أشرف بنفسه عام 2006 على إعداد خطة انسحاب الجيش الأمريكي من العراق واستبداله بخلايا نائمة تضم مجاميع مدربة من المتطرفين العرب والأجانب لتحقيق الأهداف الشيطانية الرامية إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين عن طريق زعزعة استقرار المنطقة بارتكاب سلسلة من الجرائم الدموية البشعة باسم الدين، أما لماذا تقصفها أمريكا الآن ؟، فتلك مسألة أخرى ترتبط بلعبة تطلق عليها أمريكا (قص العشب)، أما كيف سمحت أمريكا لعناصر داعش بذبح الصحفي جيمس فولي وزملائه ؟، فذلك يدخل من ضمن فقرات الإخراج السياسي لسيناريوهات المسرحيات التآمرية الكبيرة، التي لا تخلو من التضحيات. والله يستر من الجايات
|