الطائفي ,وبالضرورة ,كائن جاهل ,بعقل مغلق ,وبقناعات متكلسة ,وأوهام أخذت قوة اليقينيات ...وباستعدادات سلبية وبمناسيب كراهية وتلقينات متواترة ... ولانه كذلك فانه ليس مجبولا على كراهية الآخر فقط بل ولكراهية نفسه ...فقيل ان الجاهل يفعل بنفسه ما يفعله العدو بعدوه ...والاهم والأخطر انه قد يوفر لعدوه عونا ومساعدات وفرصا أفضل مما يقدمه ألف صديق ... العالم وساسته شخص مرض العراق بالطائفية ...والطائفية هي الأس الأكبر لكل ما لحقه ...وان هذا الوباء لواضح وصارخ ومفضوح ... ورغم ان ساسة يقولون به ويلعنون الطائفية الا أنهم على غير قناعة داخلية ,قناعة وجدانية به ... ويظن ان الآخر هو الطائفي ,ولذلك يستمر النزف والخراب إلى أن تضافرت الأسباب والمبررات لحشد عسكري عالمي يكون وقوده الطائفيون ذاتهم وإضاعة بلدهم بعد دينهم ... وهو أول مصير ونهاية فاجعة تتناسب واكبر قدر من الجهل ومناسيب الكراهية ....وانغلاق العقل ... لا يريد الطائفيون أن يروا ويعترفوا بان السلطة والثروة هي الطعم في سنارة واضحة ومكشوفة لمن له عينان وستشق بلاعيمهم وتسحب أحشاؤهم .. ولا تلوح الجدوى من محاولة التحذير من الطائفية وما تمضي أليه من نهاية مريعة ...فأغلفة الجهل والكراهية مع التهام طعم السنارة تحول دون هذه الانتباهة وإدراك المصير... يبدو هذا العصر وقد تهيأ لنفض الإنسانية مما علق بها من بدائية وجهالة وتجليات التعصب ,والمؤسف ان ميدان هذه الانتفاضة هو العراق والمنطقة ... وبطمس عيون الطائفيين وتسميمها بمزيد من الكراهية والجشع وبتزيين سنارات الصيد بالمال والسلطة ومناغاة ضئيلي الذات بذوات متضخمة ينعشها الغوغاء ... رسالات السماء تدرجت مع إفهام البشر ..وختمها الإسلام باعتماده على الوعي وتطوره وانسجامه مع وقته وتعلم لغته ومتطلباته وما يعمر الحياة بالخير .. ويقال ان الانفتاح الواعي على الإسلام ومدارسه واجتهاداته ونزوعه يعني ان يكون معاصرا لعصور الحياة ويحسب المرء ان الإسلام يتجدد مع كل مسلم يجتهد بالخير والمحبة ... وان ما يبعث على التشاؤم ان هناك من لا يزال بعيدا عن اليقظة والانتباه لكي يتدارك نفسه من مصير هو سابقة في سجل المصائر... باستئناف الاحتلال ولعب الورقة الأخيرة لتسجيل النهاية...
|