أفلاطون يرى الإنسان من كلامه ,والشعوب ترى الحكومات من أفعالها ,,والعراقيون نفذ صبرهم ويتطلعون لرؤية حكومة تتجلى وهي تهم بالكلام وما إذا كانت نافذة الصبر ومتعجلة لواقع جديد فيه نظام وقانون وعمل وبناء وتسابق جميل للإبداع ولتعويض العراقي عما فاته ...وما فاته وخسره لا تستوعبه التسميات والأوصاف ... المنافي والمهاجر لا تلبث ان تكون جحيما وان كانت في الجنة...وبكاء ذلك الشاب في ملاذه الأمريكي يفطر الصخور,على بلده وحيه وشارعه ومعارفه وأصدقائه ,ويقول بان أزبال منطقته الجمل وأكثر حياة من بريق شوارع كاليفورنيا وعطور زهورها ...فالمرء مرتبط في نهاية الأمر بجذوره ونبع حياته وان كيانه ليس اكثر من خلاصة لبيئة نشأته وعلاقاته وذكرياته وكل انطباعاته ...ومن الطبيعي ان يحن ويشتاق لها ...بل ان الإنسان ,وبلا وعيه يحن الى رحم امه ..وربما كانت غريزة الموت داخله هي التي تنزع الى القبر ,كرحم في الأرض ...وهذا الحنين للاهل والوطن يعذب ويشقي الآلاف والملايين ويتطلعون مكسوري الأعناق دامعي العيون يفيضون بالرجاء لرؤية الحكومة بإجراءات تدفعهم لشوارع مهاجرهم ومنافيهم يرقصون ويهتفون ويتعانقون لاقتراب عودتهم الى الحياة في أوطانهم ..والحكماء يعرفون ان شوق وحنين الوطن اكبر لعلمائه وعقوله ولكل أبنائه ...وحسابات الأشواق والاعتبارات الموضوعية تحسب الامر بالدقائق وقد يطول بالضغط على الأعصاب الى ايام ..وان طال الى أسابيع فان العنوان يسارع للظهور على الكتاب... وكيف تتحمل أعصاب الوزير ولا يسارع ,نافد الصبر,لكنس وتطهير وزارته من الادران والسرطانات وما يخجل العصر وابسط مجتمعاته؟؟وماذا ينتظر لزف البشرى للعراقيين ببدء عهد جديد ...؟؟؟عرض سراق ولصوص الوظائف والمواقع والعناوين والثروات والدماء ,عرضهم على الفضائيات ليس فقط لتحقيق العدالة ,بل ولإقناع العراقي والعالم بالتبرؤ مما حدث وللقول ان العراق ارفع وأوعى واكبر من تلك الممارسات وامتهان الدين واحتقار عقول الناس...وان هناك تصميم وإصرار على المباشرة ببداية جديدة باهرة لا تترك للعراقي سوى ان يتماهى مع الحكومة ويمتلئ قلبه وعينه ووجدانه بالنور والمحبة ..ويستعجل معها رؤية النتائج ... الخشية بل الرعب ان يصح قول ورأي ذلك القطب السياسي العراقي من أن من يعرفهم من الوزراء بلا منهج عمل ,بلا ستراتيجية ...والمفجع انهم قد يجهلون شيئا اسمه الستراتيجية...وقد لا يلتفتون الى نتائج وعواقب أعمالهم وقراراتهم غير التي تتعلق بمنافعهم ...وبذا تتأكد مخاوف العالم من اختفاء العراق من الخريطة بفضل الغوغاء ..أدوات ميسورة ومدهشة بقبضة مخطط الحسابات والمصالح الدولية ..فالغوغاء منحة الله لترتيب خارطة المنطقة ..واغلب الظن ان نصبا سيقام لهم في ساحات مختارة ...فهل تطول مخاوفنا وهواجسنا ام سنرى الحكومة تملأ القلوب والآفاق والأرض ؟؟؟
|