بقلم رئيس التحرير
تلاحقت المعلومات عن «تخاذل» الطيران الامريكي في ضرب اهداف مجاميع «داعش» الاجرامية، واختفاء اساطيله الجوية من ساحات الوغى، في جرف الصخر، لا بل وصل الأمر إلى حد توارد تصريحات لمسؤولين سياسيين وعسكريين عراقيين عن عن تكرار «فعلة» الإدارة الأمريكية في «كوباني» عبر اسعاف تنظيم «داعش» بالعتاد والمواد الغذائية في جلولاء بعد تلقيه ضربات قاصمة على أيدي قواتنا البطلة ونفاد ذخيرته بهذه المرة في جلولاء. لقد نشرت «المستقبل العراقي» ولمرات عدة، معلومات مؤكدة توضح ارتباط «داعش» الوثيق بالولايات المتحدة الامريكية سياسياً وعسكرياً، وتزامنت هذه المعلومات مع تصريحات صحفية لمسؤولين امريكيين وبريطانيين وعرب «كبار» تكشف عن «انتقائية» الضربات الجوية الامريكية والدول المتحالفة معها؛ وإلا بماذا نفسِّر الغياب التام لسلاح جو التحالف عن سماء المعركة في جرف الصخر، وهل تداعيات ملحمة «آمرلي» ستكرر نفسها وتبدأ الضغوط الامريكية على رئيس الوزراء حيدر العبادي بوقف القصف الجوي العراقي؟! إنها وللأسف لعبة مكشوفة تحاول من خلالها الادارة الامريكية خلق حالة «توازن عسكري» في ساحات المعارك لتحقيق اهداف سياسية واقتصادية على حساب الدماء العراقية الظاهرة، وهذا ما أكده السيد حسن نصر الله بالقول ان «الضربات الجوية للتحالف على داعش (مجرد تقليم اظافر) هدفها الحفاظ على امن دول الجوار الاقليمي للعراق، ما عدا (ايران ) و(سوريا)» . والآن وبعد أن سطرت القوات العراقية «جيش وشرطة وابناء المقاومة» أروع صور البطولة وتمكنوا من تحرير «اخطر» منطقة في خارطة الحرب العراقية على داعش (جرف الصخر) الذي سيظل جرفاً عراقياً صلباً تتحطّم على أرضه مخططات أعداء العراق في الداخل والخارج، مطلوب من الرئاسات العراقية الثلاث موقف وطني موحد يكشف للعالم اجمع عن حقيقة «الجرف الامريكي» الذي تريده إدارة اوباما للعراق جرفاً رخواً، تنتعش فيه أهدافها بتقسيم العراق واستنزاف قواه البشرية ومقدراته الاقتصادية في حرب على عدو من صنيعتها ومن أمهات افكار مدللتها «اسرائيل»، فهل ستنتفض القوى السياسية العراقية مثلما انتفضت قواتنا البطلة وحققت ملاحم الانتصار التاريخي؟!
الحقيقة هي «ما دامت قوات الحشد الشعبي تتواجد في اي قاطع عسكري فلن نرى اية طائرة امريكية في سماء المعركة».
|