لم يشذ ابن اختي عباس عن تركيبة اسرتنا، فنحن جميعا نتحلى بدرجة عالية من السذاجة التي نبدوا معها ، وكأننا عائلة بلهاء ولا ادري حقيقة ما اذا كان ذلك يعود الى صفة وراثية ، فقد تكون جيناتنا بطبيعتها ساذجة، والاغرب ان اللبلاهة شملت حتى متعلمي العائلة، فوالد عباس وهو ابن عمي ، ماجستير اداب ، ومع ذلك سألني ذاتمرة عن معنى (الكوتا) معتقدا بأنني لست غصنا من شجرة العائلة، ولكي اتخلص من الحرج قلت له مازحا : انها اكله هندية يؤدي تناولها باستمرار الى موت الرجل ، وقد تقبل هذه المعلومة على انها حقيقة!!. هكذا نحن بالرغم من كوننا كرماء طيبين لا نحسن الاساءة الى احد، ولكننا نتصرف ببراءة تتجاوز احيانا حدود السذاجة، فعلى سبيل المثال طردوا ابن اختي من الجامعة عام 2002 ، الان الاستاذ المحاضر تحدث عن اسلوب الاستفتاء على صدام حسين بمفردة ، نعم او لا وعده الاسلوب الاكثر حداثة وديمقراطية على صدام حسين بمفرده نعم او لا وعده الاسلوب الاكثر حداثة وديمقراطية في العالم، وعندما انتهى من محاضرته سأله عباس (دكتور رجاء لقد حصل السيد الرئيس حفظه الله ورعاه على 96 ،99% من اصوات الناخبين ، فهل هذه النسبة صحيحة ؟! ، وقد غض الاستاذ الطرف لمعرفته بمدى سذاجة هذا الطالب ورد عليه (كلامك سخيف .. هل لديك سؤال اخر ؟) وبدلا من ان يسكت ويلتزم الصمت عاد ليسأله (دكتور رجاء .. لو قال 7% نعم و 93 % لا ، فهل يتخلى السيد الرئيس حفظه الله ورعاه عن المنصب ؟) وهنا نفد صبر الاستاذ وطفح الكيل به واضطر الى اخراجه من القاعة، وكان رحيما به حيث اكتفى باصدار قرار من مجلس الكلية بقضي بطرده من الكلية نهائيا بتهمة الاعتداء على احد الاساتذة والا فان الاعدام مصير من يتجرأ على طرح مثل هذه الاسئلة !. بعد سقوط النظام عاد الى الكلية كونه مفصولا سياسيا مع انه حمار في السياسة ، غير ان السذاجة او البلاهة التي تجري مجرى الدم في عروقه ادت الى طرده ثانية عام 2004 ، لانه سأل الاستاذ الذي كان يتحدث عن ديمقراطية العراق الجديد، وكيف انتهى مفهوم الحزب الواحد الى تعدد الاحزاب (دكتور رجاء .. هل الاحزاب تدفع بدل ايجار عن بيوت الناس وبيوت الدولة التي تستولي عليها ؟!) ، وقد غض الاستاذ الطرف عن سؤاله لمعرفته بمدى بلاهته وقال له (هل لديك سؤال اخر اكثر مقبولية ؟) وبدلا من ان يلزم الصمت عاد وسأله (دكتور رجاء .ز هل الاحزاب لديها اجازة عمل من الحكومة ؟!) وكان الاستاذ رحيما به اذ اكتفى بطرده نهائيا من الكلية بتهمة التحرش بالطالبات !!. المشكلة هي ان ابن اختي لم يتعظ ولم يتغير بسبب بلاهته فقد سألني (خالو .. اذا احتلتنا الكويت وتغير الحكم ، هل اعود الى الكلية باعتباري مفصولا سياسيا ؟!) فضحكت من اعماقي حتى توهم انني اسخر من سؤاله الواقعي ، بينما كنت اضحك بعد ان تذكر المثل الشعبي المعروف .. ثلثين الولد على الخال !!.
|