حالي حال اي كاتب (عمود) صحفي، يحمل بريدي الخاص، الكثير من رسائل القراء وارائهم، وقد لاحظت عبر التجربة ، انني في مواجهة ثلاثة انواع من القراء، الاول يمتدحني احيانا بما لا استحق ، ولذلك احجب هذا النوع عن النشر، ليس لكوني ادنى من هذا الاستحقاق فقط، بل قبل ذلك لان المدائح المبالغ بها ، قد تنفع مسؤولا فاشلا او مرشحا للانتخابات ، والثاني يشتمني بطريقة مقذعة تفتقر الى الذوق وادب التخاطب، ولذلك احجب هذا النوع من النشر كذلك ، رأفة باصحابه ، مستذكرا مقولة المتنبي حين تأتيه المذمة من (ناقص) ، والثالث يعبر عن قدر كبير من الموضوعية في مناقشتي ، والاتفاق معي هنا ، والاختلاف هناك واعترف انني افيد كثيرا من هذا النوع ، واخذ بالصائب من ملاحظاته واحيانا اوظف افكاره ومقترحاته في كتاباتي ، ومع ذلك امتنع عن نشره لسبب قد يتحرج غيري عن ذكره ، ولكنني سأتحلى بالشجاعة واكشف العلة !بعض رسائل هذا النوع تحمل اسلوبا يدل على ان من يقف وراءه ، كاتب مؤهل وموهوب ومثقف ، والاخطر من هذا، انه بمعايير الجودة افضل مني عرضا ولغة ومعالجة ، ولانني لا اخشى احدا قدر خشيتي من (السادة) رؤساء التحرير ، لذلك احجب هذه الكتابات ، فمن يضمن ان رئيس التحرير لا يستدعيه للكاتبة بديلا عني ، ويقول لي بأسم الديمقراطية (استاذ حسن .. انت صرت كاتب اكسباير.. من غير مطرود .. الله وياك روح شوف غير مكان) ومن هنا اغلق الباب الذي تاتي منه الريح !. ولكي اضعكم في الصورة ، انقل لكم مقطعا قصيرا ومجتزءا من مقالة مطولة تعج بالسخرية اللاذعة والكوميديا السوداء، الى جانب اسلوبها المشرق، يقول صاحب المقالة (من المؤسف حقا ان النسبة العظمى من العراقيين لا تنتبه الى عدالة الحكومة، ولا تتوانى عن اتهامها بالانحياز، ولو منحوا انفسهم فرصة التفكير والتأمل لساعة واحدة، بعقلية مفتوحة على الوقائع ،لادركوا ان لا شيء يشغل بال الحكومة اكثر من انشغالها بالعدالة، وانها تقف من مكونات الشعب وطرائفه على مسافة واحدة ، لا فرق في قاموسها بين الشمال والجنوب ، وبين الاسمر والابيض، وهل ادل على ذلك من عدالة المفخخات التي تضرب البلد من الموصل الى البصرة وتتواصل السخرية لتتحدث عن عدالة العاطلين وازمة الكهرباء وتدني البطاقة التموينية وغياب الخدمات من الحلة الى المثنى ومن النجف اىل كركوك ، ويختم مقالته قائلا (كاس الحكومة طافحة بالخير ايام الانتخابات !) ملاحظة : لست غبيا حتى اذكر اسم الكاتب وعنوانة حتى اقطع الطريق على رئيس التحرير !!.
|