اذا جرى الاستدراك والمراجعة والتغيير,وعثر العراق على نفسه وشخص علله وامراضه وتعوذ من الشيطان الذي اقام ساعته ...اذا كان العزم اكيدا والنية طيبة ورحمانية ...اذا توفر الادراك بان البيت المنقسم على نفسه لا يصلح للسكن وان المختلف والمتخاصم مع نفسه لا يتفق ولا يتفاهم مع غيره ... اذا توفرت الارادة على اختصار درب الالام وحقن الدماء وتلافي التجربة المرة التي تجرعتها الدول والمجتمعات لكي تستوعب الدرس وتهتدي الى طريق الصواب الموصل الى نفسها وهناءتها وخيرها ...واذا واذا فان علامة التغيير ستلوح عبر ثورة الثقافة ...فنوعية الثقافة في كل الشعوب والمجتمعات هي التي ترسم المسارات والمصائر ونوعية الحياة ..وان العقول في العالم تعرف تماما ان محنة العراق بجذر ثقافي ...مثلما كانت محاولات الاستعمار وضروب العدوان على العراق توظف الثقافة لمصالحها ,من تفرقة واشاعة الخرافة والتجهيل واشاعة المفاهيم والقناعات التي تضمن تنفيذ وتحقيق المطلوب .. بات معروفا ان الاحتلال الامريكي قد تحقق اولا بالاعلام ..ولكن المحتل تحسب واحتاط وعمل على اقامة اعلام عراقي يأخذ من (الفوضى الخلاقة)اساسها وطابعها وبما يعزز ويدعم التمزق والتشتت والفرقة الاجتماعية ...ويمكن تلمس ومعاينة وضع الاعلام من مستواه وتأثيره وحالة الاعلاميين السيئة فيه ...فقد تراجع عدد القراء (مع الاخذ بنظر الاعتبار تأثير وسائل التواصل وسحر الانترنيت)وتدني الثقة ..وبؤس حالة الكثير من المثقفين والاعلاميين الى ان طفى واقعهم على السطح وعلى الفضائيات وانتباه سياسيين حريصين الى الامر وربما تندرج دعوة السيد رئيس الجمهورية لعدد من الكتاب والصحفيين في العشرين من هذا الشهر ضمن هذا التوجه.. فهل يصدق العزم والتصميم للتغيير وان الصحافة ستشهد تطهيرا لها ممن شوهها وتاجر بها.. وتكون لها قوانين ونظم ؟؟ فرضية شمول الصحافة بالمراجعة والتغيير سيكشف حكايات وغرائب واسرار ربما لا تقل عما هو في الصفقات واعمال النهب وضروب الفساد ...ويعلق الاكثر نباهة وانصافا بان غير الموهوبين وكل الاغبياء سيتبرعون بكشف مستوياتهم ونياتهم وحدود تفكيرهم وضحالته ..وسيتفاجأ العراقي باسماء اعلامية كبيرة وهي تتعامل بهذه اللئامة والعدوانية مع الاعلاميين ومع القضية الوطنية.. يبدو ان السعي بهذا الصدد قد بدأ ...وهاهو احدهم يواجه رئيس تحرير جريدة الصباح وينعت الجريدة بطابعها الطائفي وبتكريسها لخدمة الحكومة فيرد السيد حليم سلمان بلطف واريحية وثقة بان المقابل لم يقرأ الصباح منذ شهور ..يطرق المقابل ويعترف انه لم يقرأها من فترة بعيدة وبما يعني ان هناك انتباهة واقرار وعزم عام على التغيير..فهل هي المصادفات..ام لخطوات فردية تشهد مرة اخرى ان الرجال هم الذين يصنعون المؤسسات؟؟ولمن سيكون البقاء الصحفي؟؟
|