في صحوة مفاجئة من صحوات الضمير المعطوب أطلقها اللواء (عدنان الضميري)، الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قال فيها: (نحن مخلصون للاتفاقيات الأمنية مع إسرائيل، وإن رجال الأمن الإسرائيليين يعرفون مدى إخلاصنا لهم). نُشر تصريح (الضميري) على صفحات موقع (إسرائيل بولس) ضمن تقرير أعده الصحفي الإسرائيلي (شلومي ألدار) المتخصص بتغطية الأخبار العربية منذ عشرين عاما للقناة الأولى والعاشرة الإسرائيليتين. ربما تفوح من تصريح (الضميري) روائح العمالة والتخاذل، لكن كلامه يحمل بين السطور معاني كثيرة من معاني التواطؤ، ويعكس صورة واضحة من صور التآمر العربي ضد البلدان العربية، وفي مقدمتها العراق (طبعا)، ويوحي إلى التحكم بتوجهات القوى الظلامية نحو تخريب العراق وتدميره، فالمتواطئون مع إسرائيل يعرفون كيف يوجهون فوهات بنادقهم إلى الشعب العراقي، الذي لم يكن طرفاً في يوم من الأيام في أي لعبة من ألعابهم السياسية القذرة. لقد خرجت (داعش) من جلباب عدنان الضميري، الذي يدير جهاز الأمن الوقائي، والذي اكتشف أن وقاية الأمن الإسرائيلي تكمن في كيفية إقحام الشعب العراقي والسوري والمصري في دهاليز العنف الطائفي عن طريق تجنيد المجرمين والمجانين للانضمام إلى القطعان المنساقة كما الكلاب السائبة وراء الشعارات الداعشية الغارقة في الجهل والتخلف. قال عدنان الضميري في تصريحه: (لم يكن التعاون الأمني مع إسرائيل ناجحاً ومثمراً مثلما هو عليه اليوم، فقد نجحنا في منع انطلاق التنظيمات المسلحة من الضفة الغربية للقيام بأي عملية قتالية ضد إسرائيل)، وبالتالي فأنه كان طرفاً في توجيهها نحو الأراضي العراقية والسورية، وربما أرسل بعض تشكيلاتها إلى سيناء وقناة السويس.هكذا يفكر العملاء، وهكذا يخططون لإرضاء أسيادهم في تل أبيب، وعلى أرضنا تتشابك أهدافهم العدوانية المشحونة بالحقد المشفر بأبجدية الجاهلية الأولى. فالذي تفكر فيه قطر تفكر به القوى الظلامية الغارقة في مستنقعات الرذيلة. والذي تفكر به إسرائيل يتطابق تماماً مع رغبات الأنظمة العربية الرجعية. وهذه هي الصورة الحقيقية المؤلمة لما آلت إليه أحوال العرب في الألفية الثالثة. فقد أصبح الولاء لإسرائيل هو الولاء المعلن، وهو الولاء المصرح به لمن يرغب بتفجير أسواق العراق، ولمن يرغب بتدمير المدن السورية، ولمن يريد إشاعة الفوضى والخراب في عموم المدن الليبية واليمنية والصومالية.فإسرائيل لن تنام قريرة العين إلا في مضارب الأعراب الذين لا دين لهم ولا أخلاق لهم. وإسرائيل لا تنام قريرة العين إلا بتفاقم الأزمات والاضطرابات وتفجرها في العراق وسوريا ومصر. وقد تبرع كلاب جهاز الأمن الوقائي لتحقيق هذا الحلم الصهيوني الذي خططت له تل أبيب لإشاعة الفوضى من النيل إلى الفرات.
|