وسام نعمان
أن تعود المياه الى مجاريها فهذا ما سيأتي بالخير العميم سواء على السعودية او العراق بعد سنوات عجاف وقطيعة كان الطرفان فيهما الخاسر. الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وقبله رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم للمملكة العربية السعودية مثلت انطلاقة حقبة جديدة في العلاقات بين بغداد والرياض وهذا ما يؤكد الرغبة من الجانب السعودي بإعادة فتح سفارتها في بغداد ما يلمح الى رؤى إيجابية ستؤدي بكل تأكيد للانفتاح على الدول العربية والخليجية والعالم عامة وباﻻخص نحو العراق، وهذا يمكن ملاحظته من خلال صفحة جديدة يريد العراق من خلالها العودة الى الحضن العربي بعد سنوات الجفاء. العراق هذه المرة ينظر بإيجابية لهذه التطورات والزيارات التي جاءت متوافقة مع رغبة البلدين ببناء علاقات متينة مع الأشقاء العرب، والتي تأتي في ظل موقف عربي ودولي يتضامن مع العراق بشكل غير مسبوق خصوصاً وإن هذا التكاتف والتضامن الداعم للعراق لم يتوقف على بيانات رسمية بل تحقق من خلال زيارات كثيرة لرؤساء حكومات ووزراء خارجية العديد من دول العالم للعراق يحملون رسائل التضامن مع العراق حكومات وشعوبا. كانت ثمة اشارات عديدة يمكن تلمسها من خلال التقارب العراقي والسعودي لعل بعضها كان على لسان رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب في أنه ﻻ مجال بعد اليوم لترك الأمور تجري على مساراتها التي بدأت تتعقد بل نحتاج آلى محاصرة الأزمة وتطويقها قبل ان تتمكن من ارادتنا وتتغلب على خطتنا. ومن التقارب أيضاً وجود عدو مشترك يتربص بالدولتين من اجل انتهاز فرصة مناسبة لخلق حالة من عدم اﻻستقرار، يتمثل في داعش والتنظيمات اﻻرهابية اﻻخرى، ولذا فان محاربة الاٍرهاب والوقوف بوجهه أولى اولويات العمل وهذا يتطلب تعاونا غير محدود وتواصلا غير مقطوع من شأنه ان يضع الساعد على الساعد والجهد على الجهد والفكرة على الفكرة لتتكامل المقدرات وتتضامن العزائم. رسالة التعاون التي تبعثها لقاءات العراق والسعودية مفيدة للجميع وتزيد من همة الشعوب وإصرارهم على التكاتف جنبا الى جنب مع القيادات وتعزز الثقة في القدرات على عبور هذا النفق الذي يمر به العالم اجمع. العراق والسعودية وهما يمثلان القوة الأهم في المنطقة لمواجهة الاٍرهاب وتحجيمه والقضاء عليه لما تمتلكان من مقدرات مادية ومعنوية وجغرافية وتاريخية تضعهما في مقدمة الركب لتحمل هذه المسؤولية الحرجة والحساسة والخطيرة. هذه السلسلة والتواصل المتصاعد الوتيرة لإذابة الجليد في العلاقات بين البلدين كانت تنتظر مبادرة مشتركة لتطويرها وتعزيزها بما يحقق المصلحة ويدفع بالبلدين نحو تفاهم أكثر وتكاتف أقوى، وقد تحقق اليوم جزء منها عبر هذه الزيارات.
|