من لم يصدق هذه الحقيقة الدامغة فليسأل نفسه من أين وصلت التعزيزات التعبوية للخلايا الإرهابية التي اجتاحت الموصل ؟، وكيف تدفقت الأعداد الهائلة من المتطوعين التونسيين والخليجيين والليبيين، وكيف التحقوا بصفوف داعش ؟.ومن الذي وفر لهم تسهيلات الإقامة والسفر وزودهم بالتجهيزات القتالية ؟. ومن لم يصدق هذا الكلام فليسأل نفسه لماذا لم يرتكب الدواعش أي عمل إجرامي في المدن التركية المتاخمة للموصل، والتي لا تبعد عنهم سوى بضعة أمتار على امتداد الحدود المفتوحة جنوبي هضبة الأناضول على الرغم من وجود أعداد هائلة من المسيحيين والأيزيديين الذين تكفرهم داعش ؟. ومن لم يصدق هذا الكلام فليسأل نفسه عن الأداة التخريبية التي تمتلكها تركيا للعبث في المدن السورية وتدميرها ؟. ولماذا اعترضت تركيا على الطلعات الجوية المتكررة ضد أوكار داعش وأخواتها ؟. لقد جاء اليوم الذي عرف فيه العالم حقيقة المخططات التخريبية التركية، عندما ظهرت بوادر موافقاتها الرسمية لافتتاح سفارة داعشية في أنقرة، وافتتاح قنصليات لها في المدن القريبة من الحدود السورية والعراقية. جاء ذلك على لسان صحيفة (إدينلك ديلي) التركية، التي كشفت النوايا الادروغانية لافتتاح أول قنصلية لداعش لإصدار تأشيرات الدخول للراغبين بتدمير العراق والشام، وقد أطلقت القنصلية الداعشية بتركيا موقعاً الكترونياً لها على شبكة الإنترنت. أعلنت فيه أن من يرغب الحصول على تأشيرة يمكنه إرسال طلبه إلى البريد الإلكتروني (isisturkey@gmail.com)، وأن عنوان مقر القنصلية الرسمي يقع في حي كانكايا التركي بأنقرة. وهكذا أصبحت تركيا من البلدان الراعية للإرهاب بإيوائها الخلايا الإرهابية. وبناء عليه يتعين على العالم المتحضر أن يتعامل معها بحزم باعتبارها من الأقطار المراوغة الراعية للإرهاب. نظرا لدعمها المتواصل للتنظيمات الشيطانية، التي ارتكبت أبشع مجازرها الدموية في المدن العراقية والسورية، وحوّلت الانتفاضات العربية الشعبية إلى كوارث ونكبات بكل المقاييس.لم يعد لأنقرة ما تخفيه خلف أقنعتها الأناضولية المُستَهلَكة، خصوصاً بعدما فشلت محاولاتها الحثيثة للجلوس على طاولة أقطار الاتحاد الأوربي. ثم تصاعد طوفان المد الأردوغاني ليهدد جدران العلاقات الأوربية، ويُغرق سفن تركيا الدبلوماسية التي حاولت عبور مضيق البوسفور نحو الضفة الغربية لاسطنبول. الأمر الذي اضطرها إلى إحياء أحلامها التوسعية بالعودة إلى ولايات الإمبراطورية العثمانية. فركبت بغال التطرف الديني لإشعال فتيل الأزمات المدفوعة الثمن. وكانت هي اللاعب الأكثر خُبثاً في تأجيج الفوضى الأمنية والسياسية في عواصم البلدان العربية الجمهورية، بينما كانت العواصم العربية الملكية والأميرية بمنأى عن الخراب والدمار.
|