لا نهاية لهذه المهاترات السياسية التي يطلقها أعداء العراق حتى ينصلح حال السياسيين من أمثال (طه اللهيبي) ورهطه، وحتى يعود إليهم الوعي الوطني. أو يستفيق العراقيون على زمانهم، ويعوا حقيقتهم ويترجلوا من بغلتهم عسى أن يصلحوا ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان. دعونا نستكمل ما تناولناه في مقالة سابقة تحدثنا فيها عن تطاول اللهيبي على أبناء جنوب العراق. فنسأل بماذا يتفوق اللهيبي ورهطه على الهنود ؟، ومن قال له أنه أفضل منهم ؟. ألا يعلم أن الهند تمثل اليوم أكبر الديمقراطيات الراسخة في كوكب الأرض، بينما تتقاذفنا نحن أنواء الطائفية وتقلباتها المزاجية وانحرافاتها المناطقية، في الوقت الذي يتعالى فيه السياسيون على أبناء الشعب العراقي فيصفونهم بأبشع الأوصاف وينعتونهم بأدنى النعوت ؟. ألا يعلم هذا اللهيبي أن النظام القضائي في الهند يعد من أكثر الأنظمة العالمية عدلاً وإنصافاً واستقامة ؟. ألا يعلم أن الهند تعد من الأقطار النووية ومن الأقطار الصناعية والزراعية والفضائية ؟. بينما يتكاثر عندنا الفضائيون بالانشطار في سلسلة مخزية من حلقات متوالية الفساد. حتى أصبحنا من الدول (الفضائية) على مستوى الترهل الوظيفي والبطالة المقنعة، وأصبحنا من البلدان (الفضائحية) على مستوى الانزلاق المتسارع نحو مستنفعات الفشل. هل يستطيع اللهيبي أن يحقق القفزات النوعية والتكنولوجية التي حققتها الهند في مضمار الأقمار الصناعية ؟. ألا يعلم اللهيبي أن نفوس الهند تقدر بأكثر من مليار وربع المليار نسمة، وفيها مئات اللغات واللهجات، ومئات الأديان والطوائف، لكنهم لا يقتلون بعضهم بعضا من أجل تكريس فكرة المحاصصة الطائفية أو العرقية على الطريقة المستهجنة الشائعة في العراق، والتي لا تخطر على بال أبسط هندي من هنود الطائفة السيخية أو الهندوسية ؟. وربما لا يعلم اللهيبي أن الهند التي يستخف بها ستصبح في المرتبة العالمية الثانية عام 2050 من حيث النمو الاقتصادي المتصاعد ؟. ألا يعلم اللهيبي أن الثقافة الهندية اتسمت بدرجة عالية بالتوفيق بين الأديان والتعددية الثقافية. بينما لا شغل للهيبي سوى الإساءة لأبناء الجنوب في الرايحة والجاية. لقد نجحت الهند في الحفاظ علي تقاليدها القديمة مع استيعاب عادات وتقاليد وأفكار البلدان الآسيوية القريبة منها، بينما يسعى اللهيبي نحو تصنيف الشعب العراقي إلى مجاميع متشعبة وطبقات متنافرة ؟. ثم كيف يتعالى اللهيبي على الهنود الذين صارت تكنولوجيا المعلومات من أقوى واجهاتهم الاقتصادية ؟. وتدر عليهم حوالي (13) مليار دولار سنوياً، ويحتل اقتصادهم المركز العاشر عالميا من حيث تبادل المعلومات، والمركز الرابع من حيث معدل القوة الشرائية. ما اضطر الإعلام العالمي إلى إطلاق تسمية (الفيل الهندي) للدلالة على القدرات الهائلة التي تتمتع بها الهند بالمقارنة مع التنين الصيني والنمور الآسيوية ؟. ختاما نقول للهيبي: أين أنت من الهند يا لهيبي ؟. وللحديث بقية
|