حسبنا ان أمريكا قد أخطأت الحساب ..وحسبناها لم تتوهم وانها تقصد كل خطوة ...وحسبناه عندما أردفت عنوان الفوضى بالخلاقة أنها أرادت تهيئة الأذهان ومصادرة وإحباط ما سيرافق الاحتلال ...وتبين أننا أكثر سذاجة وتخلفا مما كنا نظن ...وان بين شعبنا من هومصاب بطواعين نفسية وسرطانات فتاكة بشخصيته ...وملخصها انواع وضروب ضعف الإحساس والضمير والتقوى ...وان سلاح الإبادة الأخطر من الأسلحة النووية هوثروة العراق التي كانت ,وعلى الدوام مصدر علته ,لتكون في نهاية المطاف المسؤولة عن خاتمته الفاجعة ...وقد كانت واضحة للكثيرين وقلنا أنها (الثروة)قد دشنت رسم النهاية بجعلها تيزاب لإذابة الشرف والكبرياء وكل حصانة وصولا لذاتية رخيصة وحيوانية ..وإحالة سياسيين الى ما يشبه السكارى والمخدرين والغائبين ..وبدا المسؤول في اي موقع يخامره وهو غائب في حلم الثروة وكأن المسؤول الحقيقي ليس هو بل هو في مكان آخر..ليس فقط لأنه يعرف انه (كذبة)ونتيجة صدفة وانه مزيف ومزور برمته وليس من شيء حقيقي سوى الثروة وضمان المستقبل وإحالة الكذب والزيف والمصادفات الى مشاريع استثمار للمستقبل الشخصي ..فكان ان التقى في نادي الملفقين الفاسدين شيوخ عشائر ودين ومجتمع وشخصيات ما كان تصورها بما تدنت إليه الا في مخيلة المجرم المتسارعة .... تمنى العراقي لو تحققت حكايات قديمة كالتي يندفع فيه اللص من فوهة الجدار الطيني الى العائلة فيجدها مدقعة جائعة يائسة فيتعاطف معها وبدل أن يسحب الأغطية عن اطفالها يخلع عباءته ويدثرهم بها ثم يعمد لجلب الغذاء لهم ...فهلا يفعلها لصوص اليوم؟؟ هل استفاق ضمير سياسي واهتز على مأساة بلد تسبب بها سياسيون ؟؟؟هل مات بصدمة تشنجية لتحول أثرى البلدان الى أفقرها وربما الى ما لا يمكن تسميته ...وربما يضيق الوقت عن تسميته ؟؟؟ الخطة محكمة وبالكومبيوتر ...ونظرية المؤامرة قد أسهمت في تمرير وتسهيل المؤامرة ...وهناك منطق يقول أن الشعوب والأمم إنما تقترف الجريمة التي تناسبها والتي تستحقها ..وان دناءات بهذا الحجم وكبرياء بهذه الضآلة وقناعات بهذه السطحية لا تستحق ثرواتها ورموزها وأديانها ورفاهيتها .. وكان التيزاب هو الدولار ..فهل يجترح العبادي المعجزة ويستحق هتاف القلوب ويتبوأ منزلته في التاريخ بجدارة؟؟؟
|